الاثنين، 25 أغسطس 2014

لماذا يعذاب الله الحيوانات الغير مكلفة فى الدنيا ؟

الحيوانات الغير مكلفة  تتعرض فى حياتها إلى الآلام و الأمراض والافتراس ونحو ذلك من ألوان العذاب . وهذا العذاب لا يكون ظلما إلا إذا كان عقابا لأن العقاب على فعل لم يملك صاحبه إرادة لفعله يكون ظلما له . لكنه فى الحقيقة ليس عقابا وإنما هو ابتلاء . فالابتلاء ليس خاصا بالمكلفين فقط فى هذه الحياة الدنيا وإنما هو شامل لكل  شيء . فهذه الدار التى نحن فيها دار للابتلاء . لكننا نعلم لماذا يبتلى المكلف و لا نعلم لماذا يبتلى غير المكلف , وعدم علمنا بالحكمة ليس علما بعدم وجود الحكمة . ونحن لا نعلم شيء عن احساس تلك الحيوانات , فقد يخفف الله عنها تلك الآلام  كما يخفف آلام الشهيد كما جاء فى الأثر (ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة)  فرغم أننا قد نرى الشهداء وقد تمزقت أشلاؤهم , وقتلوا بأبشع الصور إلا أن هذه الصورة غير كاملة , و قد بين لنا الوحى ما غاب عن حواسنا بهذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد يكون أمر الحيوانات الغير مكلفة مماثلا لهذا والله أعلم . ولعل قائل يقول أن هذه الحيوانات الغير مكلفة قد ظلمت فى وجودها فى هذه الدار سواء كان الألم شديدا أو كان مخففا لأنها لن تجنى شيء فى الآخرة من هذا الأمر برمته . لكن هذه أيضا نظرة قاصرة لأن القائل لهذا الكلام لم يلتفت إلى النعم التى حصلتها الحيوانات من وجودها فى هذه الحياة الدنيا . ولو تأمل فقط أن تلك الحيوانات  ألهمت صلاتها وتسبيحها وفضلت على العدم بمعرفة ربها وعبادته  قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور : 41)  قال تعالى (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء: 44) لعلم أن هذه الحيوانات  قد فازت بأعظم نعمة يمكن أن  تعطى لعبد فى الدنيا أو الآخرة وهى نعمة معرفة الله والتقرب إليه . فما ذاق مؤمن شيء ألذ من عبادة الله , فتلك العبادة هى التى يؤثر الموت مليون مرة على أن تنزع منه حلاوتها . وما أعطى أهل الجنة شيء أحب إليهم من النظر إلى وجه الله الكريم وهذه هى أعظم درجات القرب من الله والذى كان من جنسه العبادة فى الدنيا . 

هناك 6 تعليقات :

  1. لو انك قرأت عليها سورة الفاتحة لما عانت من سكرات الموت وانا جربت ذلك مع قطتي ❤️🙏

    ردحذف
    الردود
    1. قرات و لكن ضلت تتألم

      حذف
  2. لو انك قرأت عليها الفاتحة لما عانت قطتك من سكرات الموت وانا اقول هذا عن تجربة ولله الحمد.

    ردحذف
  3. ايوة فين برضو اجابه السؤال؟؟ الكلام كله عن ان الحيوانات بتسبح ربنا (ولعل) انها تكون مبتحسش بالالم ... لكن مفيش اجابه واضحة وصريحة !!!!

    ردحذف
    الردود
    1. الإجابة الواضحة والصريحة إننا نعلم من خلال دليل السببية وغيره من البراهين والبديهيات أن الخالق متصف بالكمال المطلق وأنه منزه عن النقص والعبث وأننا لا نلمك العلم الكامل وأن عدم العلم وليس علما بالعدم فليس هناك وزن برهاني لمشكلة الشر المتمثلة في تعذيب الحيوانات أو غير ذلك من أحداث ظاهرها الشر في هذا العالم.
      لكن هدف المقال ليس المحاججة البرهانية إذ ليس للشبة وزن برهاني أو منطقي كما أسلفت وإنما غرض المنشور تقريب المعنى ومساعدة المؤمن على تصور الأمر وتجسيد مفهوم قاعدة أن عدم العلم ليس علما بالعدم والتى يعلمها الجميع جيدا لكنهم قد لا يحسنون تصورها

      حذف
    2. بوركت

      حذف

Translate