الأحد، 24 أغسطس 2014

ما الرد على شبهة أن عالم الكم كسر حدود المستحيل العقلي وكسر السببية ؟

وهى شبهة قولهم ان العالم الكمى ليس به مستحيل وأن تصرفات سكانه غيرت تصورنا عن الحقيقة والمستحيل فاصبح كل شيء ممكن

الرد عليها بعون الله ان هذا خلط بين معنى السببية ومعنى الحتمية فالسببية مرهونة بوجود حدود وقوانين تحكم الشيء لا يمكنه تجاوزها وأما الحتمية فهى تطبيق لقوانينا الكلاسيكية على العالم الكمى 

وهذا ثبت بطلانه وسقوطه لكن لم يسقط بذلك قوانين العالم الكمى نفسه التى تحكمه وبقى بدون قوانين لنقول أن السببية سقطت هناك 

ولننظر فى ميكانيكا الكم هل بها حدود تحدها ومستحيلات لا تتجاوزها ؟

الإجابة نعم وكل قانون كمى هو دليل على هذا وإلا لما كان قانون ولما كان هناك علم إسمه ميكانيكا الكم 

وعلى سبيل المثال 
هل يمكن وضع أكثر من فرميون واحد فى الحالة الكومية نفسها أم أنه مستحيل طبقا لpauli exclusion principle
 الإجابة أن هذا مستحيل 

هل يمكن قياس الطاقة بدقة متناهية فى زمن محدد بدقة أم أن هذا مستحيل ؟
الإجابة هذا مستحيل ولا يمكن ان يكون لا يمكن أن يكون حاصل ضرب عدم التأكد   للطاقة في عدم التأكد للزمن = صفر

وكذلك هل يمكن قياس الموقع والزخم لإكترون فى نفس الوقت بدقة متناهية مهما الإجابة لا يمكن وهذا ليس ضعف فى قياسنا لكن هذا مستحيل فى طبيعة عالم الكم طبقا لقانون عدم الدقة لهيزنبيرج 

إذن : هناك مستحيلات طبقا لمكانيكا الكم 
إذن : هناك حدود لهذا العالم 
إذن : السببية قائمة هناك 
 
فلو كان شيء من هذا الكون ليس له حدود تحده ولا خصائص تميزه يعجز عن تجاوزها ويتغير عنها كيف ما شاء و هو يقدر أن يفعل كل شيء ويتغير الى آى شيء بدون خصائص محددة فليس عنده مستحيل فهذا ينقض السببية وهذا ما يدعيه صاحب الشبهة للعالم الكمى لينقض به دليل السببية 

فما ذكرته من مستحيلات طبقا لقوانين العالم الكمى لاثبات الحدود وقانون السببية ومستحيل واحد كافى لاثبات ذلك 

حيث ان السببية تظهر من وجود حدود للشيء فى ذاته وصفاته وفى قدرته على الفعل وهى بذلك تكون قانون قهرى فوق كل المخلوقات ودليل على الواحد القهار 

ونفهم أن الحدود والسببية (ووجود قدر للشيء لا يستطيع تعديه) كافى لإثبات قيام السببية والسببية علامة العبودية وعلامة على وجود رب واحد قهار لهذا الكون 

وهذه الدلالة نفهمها من الآية الكريمة هذه وغيرها (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) 
فالتقدير علامة على أن هذا الشيء مخلوق مقهور 
وأما دلالة هذا القهر على الواحد القهار فهو دليل عقلى علمناه من هذه الآيات التى سأذكرها الآن فدائما ما يقرن الله سبحانه وتعالى ذكر اسمه القهار باسمه الواحد :

(يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)
(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)
(أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)
(قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار)

فقيام قوانين ثابتة فى الكون انتظم بسببها هذا الكون دليل على أن القهار واحد لا شريك له ولا تعقيب على حكمه ولا يخرج عن سلطانه شيء وكما قال تعالى 
(لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)

وعندما يستشهد صاحب الشبهة بغرابة خصائص الالكترون والطاقة التى داخل عالمنا واجسامنا على سقوط السببية نرد عليه بأن غرابة الخصائص لأشياء نتكون منها لا يعنى سقوط السببية انما عدم وجود خصائص هو الذى يسقط السببية وهذا لم يحدث ونضرب مثل على ذلك بغرابة الروح التى هى من مكوناتنا ولها خصائص أغرب من التشابك الكمى والوضع الفائق مثل وجود الروح فوق السموات أثناء نوم الانسان مع اتصالها بالجسد فى نفس اللحظة 

قال تعالى :
(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) 

ومع هذا لم يعتبر احد ممن يؤمنون بالقرآن أن هذا سقوط للسببية وقال كيف تكون الروح بهذه الخصائص الغريبة مع انها جزء منا؟
لماذا ؟
لأن الروح مقيدة بخصائصها هى فمهما كانت الخصائص غريبة لا تسقط السببية
وانما تسقط السببية فى حالة عدم وجود خصائص مقيدة للشيء فمدمنا لا نعلم حقيقة الشيء فلا يمكن أن ندعى أنه غير مقيد بخصائصه ومدمنا نعلم أن له سلوك معين لا يتجاوزه فلا يمكن أن ندعى أنه غير مقيد بخصائصه 


ومن عجائب خصائص الجسيمات دون الذرية مثل الإلكترون والفوتون التشابك الكمى Quantum entanglement   وحالة التراكب Quantum superposition  أو الوضع الفائق وكل هذا لا إشكال فيه
فتفسير كوبن هاجن المعمول به فى ميكانيكا الكم يعتبر الالكترون شيئا ليس بجسما وليس بموجة بل هو شيء آخر يجمع الصفتين يوصف بالدالة الموجية فقط وهذا يعرف ب Wave–particle duality
 فقياس هذه الأشياء على خصائص الأجسام فقط او الأمواج فقط هو قياس فاسد ويبقى كل شيء محكوم بخصائصه هو لا بخصائص غيره

فنحن لا نستدل بهذا الذى داخل المربع الرمادى (الميكانيكا الكلاسيكية) على وجود الله ولكن نستدل بالسببية و ليس هناك معنى للسببية نعرفه غير معنى القانون الحاكم والشرط الملزم للشيء وهذا موجود فى كل المربعات التى بالصورة والإنتقال بين المربعات أيضا بشروط فكل قانون صالح فى مكانه وليس هناك شيء بلا قانون وهذا هو الذى نستدل به على قيام السببية

لكن الأهم من ذلك أن كل تلك العجائب التى يستخدمها الملاحدة كدليل على نقد البديهيات المنطقية و العقلية هى فى الأصل نتيجة رياضية قائمة على مسلمات رياضية ,لأن ميكانيكا المصفوفات و مبدأ عدم الدقة هم أشبه بتطبيق حقيقة  رياضية بحتة (و هى تحويل فورييه Fourier Transforms ) على العالم الفيزيائى فسلاسل وتحويل فورييه هم الأساس الذى بنيت عليه ميكانيكا الكم و  لها أيضا تطبيقات هامة فى نظرية المجال الكمية
http://www.mathpages.com/home/kmath488/kmath488.htm
 و الرياضيات هى أحد صور المنطق فكأنك تقول المنطق لم يعد له قيمة لأن المنطق فضح أخطائه و هدمه !! فأى سفه هذا ؟
 فإذا كانت الريبة نتيجة رياضية و كانت هى السبب فى كل عجائب فيزياء الكم فمن الحمق حقا القول بأن هذه العجائب تنقض البديهيات 

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate