هدف الملاحدة أن يثبتوا أن الكون والكائنات الحية يمكن وجودهم بدون حاجة لخالق وذلك بأن تكون قوانين الفيزياء كافية لخلق الكون وتدبيره و تفسيره تفسيرا كافيا وبأن تكون قوانين الأحياء (الطفرات والوراثة والإنتخاب الطبيعى.. إلخ ) كافية لخلق الكائنات الحية وتدبيرها وتفسير وجودها تفسيرا كافيا
و فى المقابل نحن المؤمنون بوجود الخالق نقبل أن قوانين الفيزياء وقوانين الأحياء هى سنن جعلها الخالق أسبابا لتدبير الكون وهذا لا شك فيه عندنا ولا يتعارض أبدا مع الإسلام ولا مع العقل فالإسلام يقرر دائما أن الله عز وجل يقدر الأشياء بأسبابها وقد بينت هذا هنا ولكننا نعلم يقينا أن هذه الأسباب مستحيل أن تستقل بنفسها ولا أن تقدم تفسيرا كافيا للكون ولا لوجود الكائنات الحية فنحن لا ننكر الأسباب المادية التى قدرها الله فى الكون وهذا لا يقره العقل ولا الشرع (فسبب الشفاء هو الدواء وسبب الشبع هو الأكل وسبب الإنجاب هو الزواج وسبب رضى الله هو الإيمان والعمل الصالح وهكذا .. ) وفى نفس الوقت لم (نجهل) بعض الأسباب فى تفسير الظواهر فنسبناها للخالق وقلنا هذا هو دليل وجوده وهذا يطلق عليه إله الفجوات المعرفية وإنما (علمنا ) استحالة قيام سلسلة الحوادث الكونية بنفسها و (علمنا ) استحالة تكون هذه المملكة الحية بآليات طبيعية عمياء فحجتنا مبنية على العلم وليس على الجهل كما فعل غيرنا
وهناك من يقبل بأن القوانين الفيزيائية و البيولوجية كافية لإيجاد الكون وتدبيره لكنه يفترض أن الخالق من وراء هذا كله وهذا أضعف حجة من صاحبه الذى كان يستشهد بجهله فى معرفة الأسباب على وجود الخالق (إله الفجوات المعرفية الذى ذكرته منذ قليل ) لأن الملحد سيقول له أن هذا فرض زائد لا حاجة له ولا دليل عليه ولا يمكن إثباته او نفيه فهو ليس علم وإنما اعتقاد خرافى
وهناك من ينفى وجود القوانين و الآليات لكى يغلق الباب بالكلية على الدعاوى الإلحادية وهذا خطأ أيضا فنقض هذه الآليات يكون بنفى قدرتها على تقديم تفسيرا صحيحا لظاهرة الحياة والكون وليس بنفى وجودها فالشمس موجودة وهى مصدر الطاقة على كواكب المجموعة الشمسية فإذا رصدنا وجود مفاعلات نووية على نبتون وجاء أحدهم يزعم أن طاقة الشمس هى التى صنعت تلك المفاعلات النووية على نبتون بدون صانع لأن طاقة الشمس تتولد من تفاعلات نووية و الشمس هى مصد الطاقة على نبتون قلنا له هذا تفسير غير صحيح وباطل وغير كافى للظاهرة ولم نقل له أن الشمس غير موجودة أصلا
0 التعليقات