الأربعاء، 29 يوليو 2015

ضربة جديدة لنظرية الأوتار يسددها مختبر سيرن


النظرية العلمية عبارة عن فروض تقدم تنبؤات يمكن التحقق منها تجريبيا وغير ذلك لا يمكن تسميته نظرية علمية ونظرية الأوتار تحارب منذ سنوات طويلة لكى تتعافى من الإنتقادات الموجهة إليها بأنها نظرية فلسفية وليست علمية و أنها لا تقدم تنبؤات يمكن التحقق منها ولذلك قام أنصارها بتقديم بعض التنبؤات ومن أهمها التوقعات التناظر الفائق supersymmetry 
وهذا التناظر فائدته هى التنبؤ بجسيمات أخرى لا تتبع النموذج المعيارى Standard Model 
وهذا يتيح الفرصة لتقديم تفسيرات للمادة المظلمة و الطاقة المظلمة وما إلى ذلك و يفسر التحول النادر لل bottom quarks إلى up quark فهذه هى الفائدة النظرية المرجوة من التناظر الفائق و نحن جميعا نعلم أن التناظر الفائق لم يتم رصد أى من تنبؤاته حتى الآن لكن الجديد هو فقده لفائدته النظرية لأنه بالأمس تم رصد تحول الكوارك السفلى إلى العلوى وكان هذا التحول متوافق مع النموذج المعيارى أى أنه لم يعد هناك حاجة للجسيمات الإضافية التى تفترضها نظرية الأوتار و نشر فريق سيرن ورقة بذلك فى ناتشر 

لكن مع ذلك يقول ويلكنسون المتحدث الرسمى باسم فريق تجارب الكوارك السفلى أن الوقت مبكرا جدا لشطب التناظر الفائق ( it was "too soon" to write off supersymmetry.)
ويقول أيضا أنه إذا لم يتم رصد أى من الجسيمات التى يفترضها التناظر الفائق فى العامين المقبلين فسيكون موقف التناظر الفائق سيئ جدا و سيتناقص عدد المؤمنين به بشدة 
(if nothing is seen in the next couple of years, supersymmetry would be in a much harder situation. The number of true believers would drop.)

وقد سألنى أحدهم ما علاقة نظرية الأوتار بالدين لكى نتتبع أخبار سقوطها ؟ 

والإجابة على هذا السؤال هى أن هذه النظرية من أهم أسباب رواجها أنها ترد علامات التصميم والضبط الدقيق فى الكون وهو نفس الدور الذى تلعبه نظرية التطور فى الكائنات الحية فهى لا تشغب على دليل السببية ولا على دليل الإتقان والإحكام فى المخلوقات لكنها تشغب على الضبط الدقيق للثوابت الكونية أو ما يعرف بالضبط الدقيق للكون  fine-tuning ولذلك نجد مثلا  ليونارد سسكيند و هو أحد مؤسسى نظرية الأوتار  يقول  أنه أمام الضبط الدقيق لقيمة مثل قيمة الثابت الكونى فأنت أمام ثلاث خيارات 
1-الله 
2- الصدفة (هذه سخافة وسذاجة)
3-الأكوان المتعددة التى هى أحد فروض نظرية الأوتار 




وبالمناسبة فالأكوان المتعددة فرض لا يمكن التحقق منه تجريبيا وهذا مخالف للمنهج العلمى التجريبى لكن مع ذلك نجد واينبيرج فى هذا اللقاء الحديث هنا مثلا يتعامل مع الأمرعلى طريقة (اشترى بيتزا واحصل على الأخرى مجانا) فسوف نقبل بفرضية الأكوان المتعددة لأنها أحد فروض نظرية الأوتار والتى يفترض أن الأخيرة  قدمت تنبؤات يمكن التحقق منها تجريبيا (وهذا زعم حوله جدال كبير) فما عليك سوى أن تثبت صحة فرضية الأوتار لتحصل على قبول لفرضية الأكوان المتعددة فوقها مجانا 

ونفس الرد قاله ليونارد ميلودينو هنا 

ولو سلمنا لهم بذلك فستبقى الأكوان المتعددة فرض عقلى أو رياضى غير قابل للإختبار فلماذا هذا الفرض مقبول عند هؤلاء فى حين أنهم يردون الإستدلال على استحالة وجود تفسير كافى لوجود الكون بنفسه أو استحالة كونه أزليا لا نهائيا فى الماضى بمبرهنات رياضية و مسلمات عقلية أعلى بكثير من مجرد فروض نظرية داخل احدى النظريات المثيرة للجدل مثل نظرية الأوتار ؟
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate