الأحد، 24 أغسطس 2014

ما هو الرد على من يزعم أنه لا يمكن اليقين فى أى شيء ؟

الرد على من يريد أن يثبت أنه لا يمكن اليقين فى أى شيء لأنه يستحيل أن تتأكد من الأسس التى تبنى عليها معرفتك وكذلك المعلومات الاستقرائية
1- هل حكمك هذا بأن اليقين لا يمكن الوصول له يعتبر يقين ويعتبر علم أم لا ؟
فإن كان علما فقد هدمت قاعدتك وإن لم يكن علما فقد هدمتها أيضا 
2- دعنى أخبرك بشيء أهم من بيان أن كلامك ينقض نفسه كما بينت فى النقطة السابقة وهذا الشيء هو أول خطوات وصولك لليقين إن كنت تعانى من حالة الضياع ونكران عقلك التى يجب أن تلازمك بما أن هذه هى طريقة تفكيرك
أول خطوات اليقين فى حالتك والتى لا يمكن نقضها بكل هذه الهلاوس والوساوس والمتاهات التى تاه بها هؤلاء الفلاسفة هو سؤال هل أنت جاهل ناقص العلم أم لا ؟

فإن قلت لا فقد شفيت من هذا الهراء

وإن قلت نعم فقد علمت شيئا لا يمكن أن تشك به وقد شفيت أيضا من هذا الهراء لكن يبقى أن تستثمر هذه المعلومة وتصل بها إلى ما تريده من تحصيل اليقين وهذا ممكن بأن تستخدم مبدأ السببية الذى هو عبارة عن الاستدلال على القيوم من خلال النقص فى المخلوقات والتى وقفت أنت على أحدها فى نفسك منذ قليل وهو ( نقص العلم عندك )  فالنقص دليل على الحدوث لأن الناقص بذاته المحتاج إلى شرط وجوده لا يتصور أن يوجد إلا لاحقا لشروط وجوده وبالتالى فهو مسبوق بشيء ومن كان قبله شيء فهو حادث والحادث لابد له من محدث ويمكن مراجعة موضوع دليل السببية بجزئيه الأول والثانى فى هذا الشأن

فإن شككت فى كل علومك الإستقرائية بدعوى أنها غير كاملة فهناك معلومة كاملة عندك وهى جهلك وعجزك وهذا يكفيك لليقين بوجود الخالق 


 ولذلك نكرر دائما أن  أدلة الإيمان بالله مرتبطة بأصل كل العلوم والبديهيات ويحضرنى هنا نموذج عملى على هذه الفكرة وهو قول ستيفن هوكينج فى كتابه (التصميم العظيم ) حين أراد أن يمعن فى اللاأدرية فقال (من يدرينا لعلنا مجرد عقول تسبح فى أحواض تغذيها حواسيب بالمعلومات وكل هذا خداع لا حقيقة له ) أو قال شيء نحو ذلك 

فنقول له لتكن كذلك ... وليخدعك الحاسوب اللطيف كما يشاء مبرمجه ولتشك فى كل هذه المعلومات الاستقرائية التى وصلتك بناء على مثل تلك الأوهام لكنك بعد كل هذا لا يمكنك أن تشك فى أنك ذات جاهلة محتاجة إلى الاستقراء لكى تتعلم أليس كذلك ؟

فهذه الحقيقة لا يمكن أن تشك فيها لأنك لو كنت عالم بذاتك مستغن عن التعلم لتعلم لما كان هناك مساحة للشك عندك ولما كان هناك مساحة ممكنة لخداعك ولما كان الجهل ممكنا فى حقك فى أى لحظة فكل شيء يقينى معلوم بالنسبة لك وهذا أمر مرتبط بذاتك ملازم لها  غير مكتسب فلا يتصور وجودك بدونه 


إذن أنت الآن لديك:

 معلومة يقينية بأنك ذات ناقصة محتاجة فى وجودها للأسباب 
ومعلومة يقينية بأن الناقص يحتاج إلى الأسباب
ومعلومة يقينية بأن المحتاج للأسباب ناقص فى ذاته وهذه البديهيات هى دليل السببية الذى يقودك لأثبات الخالق 

وهنا يمكن لهوكينج أن يوقن بوجود الخالق فى الوقت ذاته الذى يملؤه الشك فى كل ما تنقله له حواسه عن نفسه وعن العالم الخارجي 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate