الأحد، 24 أغسطس 2014

هل الإيمان بالخالق مرتبط بأصل العلوم والبديهيات ؟

سلسلة قواعد قرآنية (1) (الإيمان بالله أصل العلوم والبديهيات)
من فضل الله عز وجل أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ولما كان تحقيق الإيمان مكلف به كل عاقل كان يجب أن يكون فى وسع كل عاقل مهما كان ضعيف العقل بسيط التعليم فسبحان الكريم الحليم ولذلك جعل الله الأدلة على الإيمان فطرية يعلمها الإنسان كأساس لأى علم (مثل دليل السببية والإتقان وغيرها) فلا يمكن أن يعلم الإنسان شيء إلا وهو قد علم تلك الأسس التى هى فى ذاتها أدلة على الإيمان فيبقى كل عاقل بين أمرين
إما ان ينكر كل علم علمه قبل أن ينكر أدلة الإيمان وفى هذه الحالة لا يسعه أن يزعم أن رأيه هذا له قيمة
وإما أن يقبل بتلك الأسس عندما يتكلم فى أى علم ويرفضها نفسها عندما يتكلم عن قضية الإيمان فيعلم أنه مكابر معاند
وإما أن يكون عاقلا فعلا ويختار الإيمان
وفائدة أخرى أيضا فى ذلك أنك لا يضرك أنك خالفت من علمت أنه أكثر منك ذكاء من الكفار لأن ذكاءه ينفعه فى تحصيل فروع لا تستطيعها ولا ينفعه فى تغير الأصول فالكل متساو فى الأصول فمعلومة 1+1=2 يستوى فى علمها أبلد الناس وأكبر العباقرة فلا يعلق البليد علمه بها على موافقة العبقرى عليها وإنما يوقن بها ولا يحتاج فى ذلك رأى أحد
وهذه الفوائد جاءت من الإشارة القرآنية فى قوله تعالى ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ)
فإن كنتم موقنين بشيء فيجب ان توقنوا قبلها بوجود الله وألوهيته لأن الأسس التى بنى عليها علم الإنسان هى نفسها تدله على قضايا الإيمان قبل أن تدله على أى شئ آخر
تفسير فتح القدير:
إن كنتم موقنين" أي إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان.
تفسير الكشاف:
أن كنتم موقنين بشيء قط فذا أولى ما توقنون به لطهوره وإنارة دليله
تفسير الطبرى:
.( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) يقول: إن كنتم موقنين أن ما تعاينونه كما تعاينونه, فكذلك فأيقنوا أن ربنا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما.
تفسير روح المعانى:
إن كنتم موقنين بالأشياء محققين لها علمتم ذلك أو إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان لظهوره وإنارة دليله
فيا من تدعى العلم بأى شيء على ماذا أسست علمك أليس على قانون السببية اليس على أن الشيء يعرف صفاته بآثار تلك الصفات ؟
أليس على أن هناك فرق بين المحكم الذى وضع فى موضعه وبين العشوائى الذى وضع فى غير موضعه
فتلك الأسس وغيرها من البديهيان تدل أول ما تدل على حقائق الإيمان ولذلك كان الإيمان بالله أول اليقينيات وأصلها
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate