الأحد، 24 أغسطس 2014

لماذا لا يعذب الكافر مدة معينة ثم يكون عدما أليس هذا أعدل وأرحم ؟

1-هل من العدل أن يعاقب الكافر على كفره الذى وقع فى فترة زمنية محدودة بعقاب أبدى غير محدود ؟
2- لماذا لا يعذب الكافر مدة معينة ثم يكون عدما أليس هذا أعدل وأرحم ؟
=======================================
الرد على السؤال الأول:
يكون بمناقشة هذا المقياس الذى بنى عليه السائل حكمه وزعم انه خلاف العدل ألا وهو ان العدل لا يتحقق إلا اذا كان هناك تلازم بين مدة العقوبة ومدة الجريمة وهذا ضابط فاسد لأن العقاب لا علاقة له بمدة وقوع الجريمة وإنما علاقته ببشاعة الذنب والجريمة نفسها و هذا لا يمارى فيه عاقل و هناك أمثلة كثيرة تبين أنه من غير المعقول اعتبار هذا المقياس المختل فى العقوبة بجعل مدتها مساوية أو معادلة لمدة الجريمة كمن يغفل أثناء القيادة لثوانى فيتسبب فى ذهاب حياته وحياة أسرته و ربما حياة أسر أخرى للأبد وكمن يجتاز اختبارات الثانوية فى ساعات فلا يمكن أن ندخله بمجموع درجاته كلية الطب أو الهندسة أو غيرها من الكليات لمدة ساعات أو أنه إذا استحق شهادة تفيد بأنه طبيب نتيجة دراسة سبعة سنين فهو إذن طبيب لمدة سبع سنين فقط وهكذا
فإذا ظهر ان هذا الاعتراض ساقط فبقى أن نتعامل مع هذا الأمر على أنه خبر اذ أننا لا نعلم دليل عقلى يوجب رده الآن فيكون مدار البحث حول اثبات أن هذا الخبر منقول الينا من رسول عن رب العالمين الذى أحاط بكل شيء علما وبهذا يكون حسم القضية بمناقشة وجود الخالق و صحة دين الاسلام
الرد على السؤال الثانى :
يمكن صياغة ها السؤال بشكل آخر وهو أليس من العدل تسوية الكافر فى لحظة من اللحظات بالحيوانات التى تصير ترابا يوم القيامة أو بالمعدومات التى لم يخلقها الخالق ؟
والجواب لا ليس ذلك من العدل لأن الكافر ارتكب جرما وهذه الأشياء لم ترتكب هذه الجرائم فالتسوية بينهم لا يمكن ان تكون عدل لكن ماذا عن الرحمة ؟
نقول لا رحمة له
ليس لنقص فى رحمة المعطى حاشا لله وإنما لإعراض الكافر عن طلبها فى الوقت الذى ينبغى أن تطلب فيه وهو هذه الدنيا فالكافر لا يريد فى الحقيقة رحمة من الرحمن وإلا لسعى فى طلبها بالأسباب التى كانت متاحة له وفى وسعه وقدرته فلا عجب أن لا يجد رحمة يرحم بها من رد رحمة الله لأنه لا مصدر آخر للرحمة غير رحمة الله فهل حرمه الله منها ابتداء ام اختار تركها حين كان قادرا على الاختيار ؟
فهذاأشبه بحال من كان يطلب النصرة من الأصنام فلا عجب أنه يبقى إلى الأبد مهزوم مخذول لا يجد أى نصر ومن يطلب الولاية من غير الله فلا يجد هداية ولا عناية لأنه اعرض عن المصدر الوحيد الذى يمكن ان يستمد منه ذلك وهو الله الذى لا إله إلا هو
قال تعالى (وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)
قال تعالى (خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً)
قا تعالى (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ)
وهذا فى الحقيقة مشهد يفتح عيون لمن تأمله على معنى أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له
والله أعلى وأعلم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate