الاثنين، 22 ديسمبر 2014

أين تكمن خطورة الإلحاد ونظرية التطور ؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

هناك مؤسسات علمية كبيرة تدعم الداروينية وهناك علماء كثر يؤيدونها  وبعد أن ظهرت نظرية التصميم الذكى فى أمريكا على يد بعض العلماء قابلها على الجانب الآخراصدار كتب وعقد مؤتمرات لدعم الداروينية واجراء استطلاعات ومن ذلك قائمة (steves) هذه... وهى بيان بكل العلماء الذين يعتقدون بصحة نظرية التطور ويحملون اسم ستيف أو ستيفان أو ستيفن أو ما هو قريب من هذا ..وكان ذلك ردا على قائمة العلماء الذين يرفضون نظرية التطور والتى نشرها معهد ديسكفري هذه ... ومن ذلك أيضا الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (American Association for the Advancement of Science (AAAS والتى تعد أكبر تجمع علمى فى العالم ويجمع 130 ألف عالما من مختلف الدول والجنسيات فقد أصدرت عدة كتب ومقالات تدعم النظرية وكذلك فعلت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم  The U.S. National Academy of Sciences وقد لخصت سبب تأيدها لنظرية التطور ورفضها لنظرية التصميم الذكى فى هذه الصفحة الخاتمة حيث قالت فيما معناه أن العلوم ليست مصدرنا الوحيد للمعرفة لكن هناك الفنون والدين وأشياء أخرى لكن إذا كنا سنتكلم عن العلم فالتصميم الذكى ليس علما لأنه لا يقدم تنبؤات يمكن اختبارها ولا يقدم فرضية قابلة للتفنيد أو التعديل وفقا للتغير فى البيانات التى نرصدها بشكل متجدد ....وكلامهم هذا فاسد من وجهين :
أولا : أن نظرية التصميم الذكى قابلة للتفنيد والإختبار فهى مثلا تتنبأ بأن هناك وظائف تقوم بها أعضاء معينة معقدة تعقيدا غير قابل للإختزال هذه الأعضاء لا يمكن أن تتكون بشكل تدريجى على الطريقة التطورية فإما أن توجد دفعة واحدة وإما أن لا توجد أبدا فلو أمكن وجود مثل هذه الأعضاء بصورة تدريجية تحمل وظائف انتقالية وسيطة يمكن للإنتخاب الطبيعى التعامل معها لكان هذا تفنيدا لنظرية التصميم الذكى فكيف يزعم هؤلاء أنها غير قابلة للإختبار أو التفنيد ؟ (وهذا مقال جيد فى نفس الموضوع)
ثانيا : نظرية التطور تحمل بالفعل تنبؤات يمكن اختبارها والتأكد من صحتها  وأهم هذه التنبؤات هو ظهور كل أشكال الحياة بشكل تدريجى  فلماذا نسي هؤلاء أن هذه التنبؤات تم اختبارها فثبت عدم صحتها بالفعل على المستوى العام  لوجود أنواع وشعب الكائنات الحية وعلى المستوى الخاص للأعضاء داخل الكائن الحي


التفنيد للظهور التدريجى لأشكال الحياة  

 1- المستوى العام:  تفنيد الظهور التدريجى لأشكال الحياة على المستوى العام لأنواع الكائنات الحية  يتمثل فى الإنفجار الكامبري وفى خلو السجل الحفري من الحلقات الإنتقالية لأن نظرية التطور من أسسها أن هذا التطور فى الكائنات الحية يحدث بشكل تدريجى فكان من المفترض أن نجد فى طبقات الأرض  ما لا يحصى من الكائنات المشوهة الغريبة التى لا تصلح للعيش وهذا لم يحدث أبدا  وبالمثل كان من المفترض  أيضا أن يكون هناك تواجد تدريجي للأنواع  المختلفة فى طبقات الأرض وهذا لم يحدث اطلاقا بل حدث ظهورمفاجئ لمعظم الكائنات الحية فى العصر الكامبري  و كما يقول جوناثان ويلز أستاذ البيولوجيا الجزيئية أننا لو مثلنا عمر الكائنات الحية على الأرض بيوم واحد  (24 ساعة) فسوف يمر ثلاث أرباع هذا اليوم ولن يظهر من أشكال الحياة سوى بعض الخلايا الأولية وعندما نقترب من الساعة 21 ستنفجر معظم أشكال الحياة المعقدة فى دقيقتين فقط وهذا لا شك ينافى تنبؤات نظرية التطور المعتمدة على التدريج فى ظهورأشكال الحياة وهذا فيلم رائع يشرح تلك الحجة القاصمة




2- المستوى الخاص:   تفنيد الظهور التدريجى لأشكال الحياة على المستوى الخاص للأعضاء داخل الكائن الحي يتمثل فى  التعقيد الغير قابل للإختزال الذى تحدثنا عنه منذ قليل وهذا مقال جيد لضرب بعض الأمثلة عليه


فعن أى تنبؤات يتحدث هؤلاء ؟ ومن هنا الذى يعتقد اعتقادا أعمى لا علاقة له بالمشاهدات ولا بالأدلة العقلية والحسية ؟

وأخيرا فمن مظاهر دعم كثير من العلماء لنظرية التطور كان استطلاع  مركز بيو فى عام  2009 الذى يبين أن 87% من العلماء يؤمنون بأن الكائنات الحية تطورت بآليات مادية مما يتوافق مع النظرة الداروينية فى مقابل 32% من عامة الناس يؤمنون بنفس هذا المعتقد


وفى استطلاع مشابه لنفس المركز فى نفس العام بين العلماء والعوام حول الإيمان أو عدم الإيمان بوجود الخالق كانت النتيجة أن 41% من العلماء لا يؤمنون بوجود الخالق بينما 4% فقط من عامة الناس هم الذين لا يؤمنون بوجود الخالق






وبصرف النظر عن مدي مصداقية هذه الإستطلاعات أو دقتها فمعروف أن الإلحاد مكروه من عامة الشعوب والمجتمعات ومعروف أيضا أن هناك وهم كبير يصور أن العلم يضاد الدين وأنه إذا كنت عالما مخلصا للعلم فيجب أن تتخلص من انتماءاتك الدينية ومعروف أن هناك دعم كبير لنظرية التطور من الجهات العلمية وإلا فلماذا يذوق الويلات كل من يتقدم ببحث ينقد فيه نظرية التطور ؟ فليست مثل هذه النتائج بالصادمة ولكنها ينبغى أن توجهنا إلى الطريق الصحيح وينبغى أن تنبهنا لخطورة نظرية التطور وخطورة الإلحاد وليس هذا يعنى القوة الذاتية للنظرية أو القوة الذاتية للفكر الإلحادي أبدا وإلا فالحجة قائمة ضد هذا الفكر الباطل المتهالك من وجوه لا حصر لها لكن الخطورة تنبع من قوة من وراءه والذين يدعمونه بشتى الوسائل بدأ من الأبحاث العلمية وانتهاء بالحفريات المزورة وليست القوة نابعة من  وجود أدلة صحيحة تؤيد  نظرية التطور أو الإلحاد

فمن اعتمد على كراهية عامة الناس للإلحاد سواء من العالم العربى أو فى العالم الغربي فهو مخطئ لأن العوام فى الغالب لا يحركهم البحث عن الحق وإنما الأهواء ولذلك فعندما تغلبت الشيوعية فى  بعض الدول صفقوا لها وتبعوها فالعوام لا ينصرون الحق فى أغلب الأحيان

ومن اعتمد على تهافت الإلحاد وتهافت منطق نظرية التطور وتعامل مع القضية باستخفاف كان كمن أدار ظهره لجيش من عبدة الفئران أوالأبقار أو الأصنام ودعى الناس لترك ساحة القتال وقال لا يمكن أن يخوض هؤلاء حروبا من أجل مثل هذه المعبودات فهذا لا يقبله عاقل فحال هذا أنه خدع نفسه وخدع من حوله ولم يستوعب أن خطورة عبادة الفئران أو الأصنام ليست فى البناء الفلسفى القوى  أو لأنهم يملكون الدليل الصحيح على معتقدهم وإنما فى وجود مقاتلين من هؤلاء السفهاء مستعدون لمحاربة الحق وتدمير كل شيء نافع وصالح

 ومن ألحد بسبب أنه علم أن كثير من العلماء ملاحدة أو أن كثير من العلماء يؤيد نظرية التطور فهو أضل من الأنعام ولا يفرق شيء عن من عبد الأصنام والأشجار والحشرات لأن هؤلاء لم يعرفوا دليلا على صحة دينهم سوى أن سادتهم وكبراءهم ومن يعظمونهم عبدوا تلك الآلهة فتبعوهم بغير بينة كالأنعام التى يسوقها الراعى يث يشاء فلا تعلم سببا لوجودها فى هذا المكا او ذاك إلا أن الراعى ساقها إلى هناك قال تعالى (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَـٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولَا۠ ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠ ﴿٦٧﴾ رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْنًۭا كَبِيرًۭا)

ومن حاول الجمع بين هذا وذاك وقال بأن نظرية التطور لا تخالف الدين فهو كمن يقول أن الكفر لا يخالف الإيمان و كمن يقول أن نفى الإستدلال بالإتقان والإحكام الموجود فى الكائنات الحية على وجود الخالق لا يخالف الإستدلال بالإتقان والإحكام الموجود فى الكائنات الحية على وجود الخالق فهذا تناقض ظاهر لكل ذى عقل ومن يفعل هذا ممن يعرفون بالتطويريين أو أنصار التطور الموجه لا يختلف فى شيء عن الذى تجاهل تماما  دعم العلماء للنظرية فكلاهما يخدع نفسه ويخدع الناس بدلا من أن يحذرهم من الخطر الموجه إليهم وإلى دينهم وإن كان هؤلاء التطويريين أشد ضررا بالأمة بلا شك لأنهم يمررون السم فى الطعام وإن كانوا يقصدون الصلاح بهذا العمل لكنهم يفسدون من حيث لايشعرون  وهذا كطبيب علم أن بهذا الشخص داء خطيرا فبدلا من أن يخبره بالأمر ويكتب له الدواء قال له أنت بصحة جيدة وليس عندك شيء

والحق أنه ينبغى التفطن لكل تلك الأخطار ومواجهتها بكل السبل حتى تظهر الحجة أعظم ظهور وحتى يزول الخطر تماما والله مولانا ولا مولى لهم والباطل مهزوم لا محالة فهذا وعد الله عز وجل

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate