الاثنين، 25 أغسطس 2014

ما ذنب أطفال قوم عاد وثمود ولوط وغيرهم من الأنبياء الذين عذبوا مع أقوامهم؟

عذاب عاد وثمود فى الدنيا هو آية لمن بعدهم وليس مجرد جزاء على عملهم , لأن هذه ليست هى دار الجزاء . ومعنى أن العذاب آية أى أنه موت ليس مشابه لغيره من الكوارث التى تصيب الناس من العواصف والزلازل وغير ذلك . ففى هذه الأحداث يموت البعض و ينجو البعض ولذلك وبكل سماجة يردها الكفار إلى الطبيعة (ونحن لا ننكر الأسباب الطبيعية  ولكن ننكر عدم الإعتبار بمثل ذلك ) . الحاصل أن العذاب فى هذه المواضع ينبغى أن يكون مختلفا عن باقى الكوارث التى تصيب الناس فى حياتهم . فهو عذاب لا يبقى على شيء و لا ينجو منه أحد ولذلك كان الله دائما يأمر أنبيائه بأن يتركوا المكان هم ومن معهم من المؤمنين قبل أن ينزل العذاب .  وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتاب النبوات و أكد على أن هذا هو الذى يجعله  آية لمن بعدهم  . وقد كانت قريش تعلم أن ما أصاب عادا وثمود ليس من جنس  ما يصيب الناس من الكوارث وإنما هو عقاب من الله لعلمهم باختلافه عن ما يصيب الناس من الكوارث الطبيعية . فكان يجب أن يكون العذاب بهذه الصورة لأنه فى الحقيقة لم يأتى ليوفيهم حسابهم , فقد جعلت الآخرة لهذا الغرض  , وإنما الغرض  منه أن يكون آية لمن بعدهم . 
قال تعالى (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ) (الفرقان : 37) قال تعالى (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( 55) فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين (56) ) (الزخرف : 55) وقال تعالى ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال :25)
نأتى الآن على سؤال ما هو ذنب الأطفال بعد أن علمنا حكمة أن يموتوا و يموت الجميع  ولا يستثنى أحد . فالأطفال لا ذنب لهم ولم يعاقبهم الله على سوء قد قدموه وهم يوم القيامة يبعثون على نياتهم ويكون مصيرهم مختلف عن أقوامهم مثل الذى جاء فى حديث خسف الجيش الذى يذهب لقتال المهدى فيخسف به وهو وسط الناس فيموتون جميعا وتكون هذه آية وعلامة أن هذا الشخص الذى ذهبوا لقتاله هو المهدى
كما جاء فى الأثر (يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم، وآخرهم، قالت: قلت يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم) رواه البخارى. فهؤلاء الأطفال هم الفائزون فى الحقيقة لأنهم نجوا من الفتنة قال تعالى (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) (البقرة : 191) فهذا العذاب فى الدنيا أنجاهم من التعرض لفتنة الكفر. ولو خيروا يوم القيامة بين عذاب ساعات أو أيام أو حتى سنين و بين البقاء فى الحياة وخوض الفتنة ضد أقوامهم لاختاروا النجاة والسلامة بلا شك والله أعلى وأعلم .

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate