الأحد، 24 أغسطس 2014

هل يوجد دليل عقلى على اتصاف الخالق بالكمال المطلق ؟

نعم وذلك من وجهين :

الأول : يمكن الإستدلال على الكمال المطلق من صفة القيومية أو القيام بالذات لأن  القيوم لابد أن يكون كاملا لأن تمام القيام فى الذات وما تتصف به من صفات و أفعال يدل على الغنى المطلق عن كل شيء والغنى المطلق هو الكمال المطلق فإذا كنت تحتاج إلى شيء أو سبب لتفعل أمرا ما فأنت مفتقر لهذا الشيء وقدرتك ناقصة وأنت محكوم بالسببية أما إذا كنت لا تحتاج إلى أى شيء ولا أى سبب فأنت كامل لا نقص فيك وأنت لست مقهورا بالسببية بل ستكون القاهر لكل شيء وهذا متحقق فقط فى القائم بذاته المستغنى عن كل شيء فبهذا يكون القيام بالذات دليلا على الكمال المطلق من هذا الوجه


الثانى: يمكن الإستدلال على الكمال المطلق من فعل الخالق للخلق بعد أن استدللنا على الكمال المطلق من صفة القيام بالذات وذلك لأنه خلق كل شيء بدون الحاجة لأى شيء ولا لأى سبب من أسباب التعلم أو من أسباب القدرة فلابد أن يكون على كل شيء قدير وبكل شيء عليم وإلا لما خلق شيئا ومن كان كذلك لن يفوته الكمال فى أى فعل من أفعاله لأن النقص فى الفعل هو لجهل الفاعل بكيفية الفعل أو حسنه وقبحه أو ما شابه ذلك فلا يعلم الكمال ليريده وهذا لا يمكن فى حق من كان بكل شيء عليم وإما لعدم القدرة على فعل ما أراده من الكمال وهذا لا يمكن فى حق من كان على كل شيء قدير فله الكمال سبحانه فى أسمائه و صفاته وأفعاله

هناك 4 تعليقات :

  1. ولكن يا سيدي ألا تفترض أنت هاهنا مسبقا أن المسبب الأول يجب أن يكون كامل القدرة ؟
    كيف تبرهن على كون الخالق سبحانه كليا بصفات لا متناهية ؟ ككون القوة لا متناهية ، لا كون الخالق قويا جدا جدا جدا جدا إلخ. ولكن لحد.

    ردحذف
    الردود
    1. لأن جوهر دليل السببية نفسه يتمثل في دلالة كل من له حدود عجز على القيوم وخصائصه المطلقة التي ليس لها حدود عجز.

      http://abozaralghifari.blogspot.com/2018/12/blog-post_31.html

      حذف
  2. كل شيء متغير ممكن، بقاء أي شيء قابل للتغير في الوجود في كل لحظة يتطلب سبب/أسباب يحافظ/تحافظ على وجوده بالشكل والهيئة التي هو عليها دون غيرها وإلا ينعدم بهيئته وشكله، لو هذا السبب أو هذه الأسباب التي تحافظ على وجوده هي الأخرى قابلة للتغير ستحتاج سبب/أسباب تحافظ عليها وهكذا السلسلة لا يمكن أن تمتد لمالانهاية وإلا لن يبقى أي شيء في الوجود للحظة فيجب أن نصل عند سبب أول لا يتغير وحيث إنه لا يتغير فهو غير محدود لو هناك حدود لقدرته فقد تزيد أو تنقص حسب الأسباب سيكون حادث غير واجب وغير أزلي لأن حالته القديمة ستفنى وستحدث حالته اللاحقة بالأسباب ويحب أن يكون كلي القدرة واعي وعاقل يريد ما يفعل كي نرى النظام الموجود في الوجود وعلمه نتيجه وعيه يجب أن يكون كامل كما القدرة ويجب أن يكون واحد لأنه مستحيل يكون هناك كينونتان كليتا القدرة والعلم هل فهمت برهانك بشكل صحيح؟

    ردحذف

Translate