يمكن تشبيه الفطرة بنقطة مضيئة (كما قال ابن القيم فى قوله تعالى (نور على نور ) نور الفطرة ونور الوحى ) تبدأ من عندها رحلة كل إنسان خلقه الله وهذه النقطة فيها الخير كله وفيها محبة الخير وكراهية الشر وهذا يظهر جليا فى براءة الأطفال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة ....) وفيها القواعد الأساسية التى تجعل الفهم يستقيم وتمكن الإنسان من العلم والفهم والإبتكار و فيها البديهيات التى يستعملها الإنسان فى حياته بكل نجاح وبدون أن يتكلف مشقة الإستدلال عليها هذه الأسس الفطرية يمكن للإنسان أن يبنى عليها بنيانه الذى سيشيده يوما بعد يوم أثناء رحلته وهناك من سيترك هذه الأسس ويبنى بنيانه على شفا جرف هار فينهار به فى نار جهنم وهناك من سينحرف بالبنيان وهناك من سيستقيم ولذلك ولأنها نقطة البداية ولأنها أعمق نقطة بداخلنا فعندما يتوب أحد الكفار من كفره ويدخل الإسلام يشعر براحة شديدة كأنه كان مسافرا لزمن طويل ثم عاد إلى دياره ولنفس السبب أيضا يلجأ المشركون لله وحده وينسون ما يشركون فى وقت الأزمات الشديدة لأن الإنسان فى وقت الخوف الشديد يستمسك بأكثر الأشياء رسوخا فى نفسه فلا يجد نقطة أعمق من هذه النقطة المضيئة التى بدأ من عندها ليستمسك بها
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
لكن هناك نقطة فى غاية الخطورة وهى الخلط بين التصورات البدائية و الفطرة فوجود الفطرة فى الإنسان منذ ولادته تجعله مستعدا ومهيأ لمعرفة الحق وقبوله ومحبته فى شتى المجالات وبالأخص فى مجال معرفته بربه وبدينه لكنها لا تجعله عالما بكل شيء ولا تجعله معصوما منزها عن التصورات الخاطئة عن نفسه وعن الكون من حوله ولذلك بين الحق تبارك وتعالى أن الإنسان يولد وهو لا يملك شيئا من العلم ولكن الله وهبه أدوات العلم من السمع والبصر (أدوات حسية تجريبية ليرصد الظواهر ) والفؤاد (أدوات عقلية تحليلية ليفهم ويفسر تلك الظواهر ويعلم الفوارق بين الأشياء والروابط التى تربطها ) فقال تعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فالتصورات البدائية عن الأشياء لا ينبغى أبدا اعتبارها فطرة لأن هذا سيحولها إلى حق أخبرنا به الله تبارك وتعالى بطريق الفطرة وهذا باطل لا شك فيه وعندما يبين العلم الصحيح أن هذا التصور خاطئ سيظن من خلط بين الفطرة وبيت التصورات البدائية أن الفطرة غير صحيحة وبالتالى يكون هذا قدحا فى هذا الدليل من أدلة الإيمان فضلا عن أن هذا يستغل من قبل الملاحدة فى بيان أن الدين ما هو إلا تصورا بدائيا سيتكفل العلم بالقضاء عليها فى يوم من الأيام كما يدندن بذلك بعضهم
فمثلا عندما ينظر الإنسان إلى الشمس والقمر فيجدهما يتحركان وينظر إلى الأرض فيجدها ثابتة فيظن أن الله فطرنا على الإعتقاد بأن الشمس تدور حول الأرض وهذا باطل لأن هذا ما هو إلا تصورا بدائيا للإنسان لا أكثر ولا أقل ولو سألت شخصا أعمى عن الموضوع فلن يخبرك بأن الشمس تتحرك أو لا تتحرك بالرغم من أن الأعمى قد فطره الله على نفس ما فطر المبصر عليه وكذلك نفس الأمر حول تصورنا عن الألوان من حولنا فنحن ننظر إليها فنجدها تصبغ الأشياء بالأخضر والأصفر والأحمر فنحسبها صفة ذاتية لتلك الأشياء والحقيقة أنها امتصت باقى الأطوال الموجية من الأشعة الضوئية التى سقطت عليها وعكست اللون الذى نراه صابغا لها والأشياء السوداء امتصت كل الأشعة ولم تعكس شيء ولو سألت الأعمى عن ألوان الأشياء كذلك فلن يجيبك بشيء فهذا يدلنا على أن هذا ما هو إلا تصورات بدائية عن الأشياء من حولنا وليست فطرة ونفس الأمر قد يطبق على الزمان وعلى طبيعة الأجسام والموجات وعلى أشياء كثيرة غيرت العلوم تصوراتنا عنها وعارض الكثيرون هذه العلوم بسبب خلطه بين التصور البدائى وبين الفطرة وروج الملاحدة لهذا واستفادوا منه كثيرا فوجب التنبيه عليه خصوصا أن كتاب الله فصل الأمر أحسن تفصيل والله المستعان وهو أعلى وأعلم
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا
قال تعالى : وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
لكن هناك نقطة فى غاية الخطورة وهى الخلط بين التصورات البدائية و الفطرة فوجود الفطرة فى الإنسان منذ ولادته تجعله مستعدا ومهيأ لمعرفة الحق وقبوله ومحبته فى شتى المجالات وبالأخص فى مجال معرفته بربه وبدينه لكنها لا تجعله عالما بكل شيء ولا تجعله معصوما منزها عن التصورات الخاطئة عن نفسه وعن الكون من حوله ولذلك بين الحق تبارك وتعالى أن الإنسان يولد وهو لا يملك شيئا من العلم ولكن الله وهبه أدوات العلم من السمع والبصر (أدوات حسية تجريبية ليرصد الظواهر ) والفؤاد (أدوات عقلية تحليلية ليفهم ويفسر تلك الظواهر ويعلم الفوارق بين الأشياء والروابط التى تربطها ) فقال تعالى (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فالتصورات البدائية عن الأشياء لا ينبغى أبدا اعتبارها فطرة لأن هذا سيحولها إلى حق أخبرنا به الله تبارك وتعالى بطريق الفطرة وهذا باطل لا شك فيه وعندما يبين العلم الصحيح أن هذا التصور خاطئ سيظن من خلط بين الفطرة وبيت التصورات البدائية أن الفطرة غير صحيحة وبالتالى يكون هذا قدحا فى هذا الدليل من أدلة الإيمان فضلا عن أن هذا يستغل من قبل الملاحدة فى بيان أن الدين ما هو إلا تصورا بدائيا سيتكفل العلم بالقضاء عليها فى يوم من الأيام كما يدندن بذلك بعضهم
فمثلا عندما ينظر الإنسان إلى الشمس والقمر فيجدهما يتحركان وينظر إلى الأرض فيجدها ثابتة فيظن أن الله فطرنا على الإعتقاد بأن الشمس تدور حول الأرض وهذا باطل لأن هذا ما هو إلا تصورا بدائيا للإنسان لا أكثر ولا أقل ولو سألت شخصا أعمى عن الموضوع فلن يخبرك بأن الشمس تتحرك أو لا تتحرك بالرغم من أن الأعمى قد فطره الله على نفس ما فطر المبصر عليه وكذلك نفس الأمر حول تصورنا عن الألوان من حولنا فنحن ننظر إليها فنجدها تصبغ الأشياء بالأخضر والأصفر والأحمر فنحسبها صفة ذاتية لتلك الأشياء والحقيقة أنها امتصت باقى الأطوال الموجية من الأشعة الضوئية التى سقطت عليها وعكست اللون الذى نراه صابغا لها والأشياء السوداء امتصت كل الأشعة ولم تعكس شيء ولو سألت الأعمى عن ألوان الأشياء كذلك فلن يجيبك بشيء فهذا يدلنا على أن هذا ما هو إلا تصورات بدائية عن الأشياء من حولنا وليست فطرة ونفس الأمر قد يطبق على الزمان وعلى طبيعة الأجسام والموجات وعلى أشياء كثيرة غيرت العلوم تصوراتنا عنها وعارض الكثيرون هذه العلوم بسبب خلطه بين التصور البدائى وبين الفطرة وروج الملاحدة لهذا واستفادوا منه كثيرا فوجب التنبيه عليه خصوصا أن كتاب الله فصل الأمر أحسن تفصيل والله المستعان وهو أعلى وأعلم
0 التعليقات