الأحد، 24 أغسطس 2014

هل يمكننى الوصول للحق مهما كانت ضعيفا ومهما كانت قوة الباطل ؟

سلسلة قواعد قرآنية (4) أسلحة الباطل
قال تعالى (قَالَ أَلْقُوا۟ ۖ فَلَمَّآ أَلْقَوْا۟ سَحَرُوٓا۟ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍۢ ) [الأعراف 116]
اذا سحرت عينك وأدخلت الرهبة الشديدة على قلبك فقد جردتك من كل قدراتك التى يمكن أن تقيم بها الأمر و من كل ادواتك المعرفية لأن بالحواس تدرك الآثار وبالعقل تربط بينها وتستدل ببعضها على بعض و تستخدم الكليات التى لا وجود لها الا فى العقل وتسقطها على الواقع وهكذا يصل الانسان للحكم الصحيح لكن الباطل معركته محصورة فى أن يحرمك من قدرتك على المعرفة و الوصول للحق فتجد سيدنا موسى عليه السلام يحدد الموعد فى الضحى فى الوضوح قال تعالى (قَالَ مَوْعدكُمْ يَوْم الزّينَة وَأَنْ يُحْشَر النَّاس ضُحًى) وفى المقابل الباطل يستخدم أسلجته التى هى :
1-ازالة الوضوح من القضية أو تحويلها الى قضية لا يمكن أن يفصل فيها أو ربط الحكم فى القضية بحكم فى قضية أخرى غير واضحة او زعم أن القضية لا يمكن الفصل فيها الا بضابط معين وهذا الضابط لن نحسمه الا بالعودة الى ماض سحيق لا يمكننا العودة اليه أو بالذهاب الى المستقبل البعيد فلا يمكننا الآن الا الانتظار بدون حسم القضية وهكذا
2- افساد أدواتك المعرفية (الحس والعقل)
أ- فأولا الحواس : ففى الآية الناس يرون بأعينهم شيء ليس له حقيقة وهذا قد يكون شبيها اليوم بالاعلام وما يروجه من أخبار كاذبة مما يوهم ان البشر قد استطاعوا معرفة كل شيء وأنهم خلقوا خلايا فى المعامل وما أشبه ذلك او قد يكون سلبا بأن يوهموك بأن هناك أكوان لا نهائية بدون ان يقدموا الدليل الحسى على ذلك وأن يوهمك أن كل ما تراه من تعقيد فى الكائنات الحية هو نتيجة ضرب النيازك لحساء أحماض أمينية على الأرض + ملايين السنين من الخبط العشوائى والانتخاب الطبيعى بدون أن يقدموا الدليل الحسى على ذلك فهو يوهمك أن شيئا وقع ويشهد على ذلك غيرك وانت بدورك يجب أن تتبعهم لكنك غير مؤهل لمثل هذا الحكم فقد حكمنا بالنيابة عنك
ب-ثانيا العقل : وهذا يكون تغييبه بعوامل كثيرة جدا منها الرهبة التى ذكرت فى الآية فعندما يتملكك الخوف لا يمكنك التفكير فالمشهد الذى رآه الناس فى ذلك اليوم كان مخيفا بأن يمتلئ الوادى بآلاف الحيات فى لحظات وهى تسعى هنا وهناك ولذلك الباطل يبحث عن نقاط الضعف فى الانسان ليرهبه فينزع منه سلاحه ألا وهو العقل ويشله تماما فمثلا الملاحدة يستخدم مغالطة( الاحتكام الى السلطة ) أو بمعنى أصح سلب العقل بحجة أن من هو اعلم منك حكم بهذا فيجب أن تصمت وتتبع ما يقال لك بدون أن تطلب الدليل وما أعظمه من قهر ومن اهانة للإنسان وهذا اسلوب قديم جر معظم الناس للهلاك بتخويفهم بالكبراء والسادة وأنهم فعلوا هذا فافعلوه أيها الجهلاء السفهاء بدون تردد ولا تفكير ولا سؤال عن حجة أو برهان قال تعالى (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا. وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرً )
وكذلك سيفعل المسيح الدجال عندما يقول للرجل آمن بى وإلا سألقيك فى جهنم ثم يريه اياها وكذلك يفعله ابليس مع الموسوسين حين يأتيهم فيلقى فى صدورهم الكفر وسب الله ورسله ودينه ثم يأتى مرة أخرى في ثوب الشيخ فيفتيهم أنهم قد كفروا بذلك وانتهى أمرهم فيتملكهم الخوف فيتوقف عقلهم ويستسلمون له ويقعون فى الفخ
ومما يغيب العقل أيضا الشهوات فالانغماس فى الشهوات يغيب العقل تماما كما تغيبه الخمر وتجعل الشخص سكران مغيب قال تعالى عن قوم لوط وقد تملكتهم شهوة الشذوذ حتى غيبت عقولهم : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)
أخيرا أقول لك أيها الانسان أيا كان شخصك من أبسط شخص فى هذا العالم إلى أعظم الناس علما وعبقرية أنك (تعلم ) ما يجعلك تدخل الاسلام ولا (تعلم ) ما يجعلك تتركه وان الجق دائما يدعوك إلى تأمل البراهين والباطل دائما يحول بينك وبين تأملها
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate