الأحد، 24 أغسطس 2014

هل قانون حفظ الطاقة يعنى أزلية الطاقة ؟

هل قانون حفظ الطاقة يعنى أزلية الطاقة ؟
قانون حفظ الطاقة يعنى أن مقدار الطاقة ثابت وليس أن عين الطاقة باقية منذ الأزل فهو أمر ذهنى كأن تقول أن عمر الانسان على ظهر الأرض مليون عام فهذا لا يعنى أنك تثبت لشخص بعينه هذا العمر وهذا الخلط وقع قديما عند الفلاسفة و يعاد صياغته مرة أخرى فى عصرنا هذا فهناك فرق بين الوجود الذهنى (الإبستمولوجي) والوجود فى الخارج أو فى الواقع (الأنطولوجي) فيقال فى الطاقة ما قاله شيخ الاسلام بن تيمية فى الحيوان والانسان فى هذا المثال :
( أتعنون بذلك المسمى المطلق الكلي الذي لا يوجد إلا في الذهن ؟ أم تعنون به المسمى الثابت في الخارج ؟
أما الأول فلا يوجد في الخارج : لا فيهما ولا في أحدهما كما لا يوجد الحيوان المطلق الكلي ثابتا في الخارج : لا في هذا الحيوان ولا هذا الحيوان بل لا يوجد في الخارج إلا ما هو حيوان معين جزئي وإنسان معين جزئي وكذلك الإنسان المطلق الكلي وكذلك سائر المطلقات الكلية كالحيوان المطلق وهم يسلمون أنها لا توجد في الخارج كلية مطلقة وإنما يظنون أنها توجد جزءا من المعين وهذا أيضا غلط بل لا توجد إلا معينة مشخصة وليس في المعين المشخص ما هو مطلق ولا في الجزئي ما هو كلي فإن كون الكلي ينحصر في الجزئي والمطلق في المعين ممتنع)
ويقول أيضا رحمه الله (ولا ريب أنّ الأجسام بينها قدر مشترك في الطول والعرض والعمق، وهو المقدار المجرّد الذي لا يختصّ بجسم بعينه2، ولكنّ هذا المقدار المجرّد هو في الذهن، لا في الخارج؛ كالعدد المجرّد، والسطح المجرّد، والنقطة المجرّدة، وكالجسم التعليميّ3؛ وهو الطويل العريض العميق الذي لا يختصّ بمادّة بعينها4فهذه المادة المشتركة التي أثبتوها هي في الذهن، وليس بين الجسمين في الخارج شيء اشتركا فيه بعينه)
فيستدل على حدوث الطاقة المعينة الموجودة فى الخارج بنفس الطريق الذى نستدل به على أى شيء آخر وهو أنه محكوم بقوانين فلوجوده شروط سابقة لا يمكن وجوده الا بوجودها أولا وما كان قبله شيء فهو حادث لأن معنى كلمة أزلى أنه لا بداية له ولا شيء قبله ولا تضرنا طول سلسلة الحوادث والمخلوقات فالله يخلق الشيء من شيء آخر منذ الأزل وهذا أبلغ فى القهر واثبات العبودية كما قال شيخ الاسلام هنا :
(والمشهود المعلوم للناس إنّما هو إحداثه لما يحدثه من غيره، لا إحداثاً من غير مادة، ولهذا قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئَاً} 1، ولم يقل خلقتك لا من شيء، وقال تعالى: {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} 2، ولم يقل خلق كل دابة لا من شيء)
ويقول رحمه الله (وأيضاً: فكون الشيء مخلوقاً من مادّة وعنصر، أبلغ في العبودية من كونه خُلق لا من شيء، وأبعد عن مشابهة الربوبية؛ فإنّ الرب هو أحدٌ، صمدٌ، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فليس له أصل وجد منه، ولا فرع يحصل عنه.فإذا كان المخلوق له أصلٌ وُجد منه، كان بمنزلة الولد له، وإذا خلق له شيء آخر، كان بمنزلة الوالد، وإذا كان والداً ومولوداً كان أبعد عن مشابهة الربوبية والصمدية؛ فإنه خرج من غيره، ويخرج منه غيره )
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate