الاثنين، 25 أغسطس 2014

هل طريقة الترغيب فى الجنة التى اتبعها القرآن تحسب له أم عليه ؟

طريقة الترغيب فى الجنة فى القرآن آية على أنه تنزيل من اللطيف الخبير , فالله فطرنا على حب الشهوات لأن فى ذلك منفعة لنا فى الدنيا وابتلاء أيضا حيث أننا نحفظ الجسد بسعينا لاشباع شهوة الطعام والشراب ونحفظ النسل بسعينا فى اشباع شهوة الجنس فهذه هى المنفعة  . فجاء الإسلام موافقا لهذه الفطرة ومخاطبا لها بأن وعدها بأعلى ما يكون من تحصيل تلك الشهوات فى الجنة (مع ملاحظة أن هذا ليس أعظم نعيم أهل الجنة وإنما أعظم نعيمها هو النظر إلى وجه الله كما جاء فى الحديث ) فإذا كنا لا نعرف كيفية النعيم الذى فى الجنة لأنها غيب ولا نعرف أيضا شبه له أو مثال لهذا النعيم فما قيمة أن نرغب بالجنة أصلا ؟ فلو أراد الله أن يرغبنا بشيء غيبى لا نعرف كيفيته فحتما سيرغبنا بشيء نعرف جنسه ومثيله وشبيهه فى الدنيا . وهذا ما حدث وكما أننا نتذوق فى الدنيا حلاوة القرب من الله أثناء الصلاة والدعاء والعبادات رغبنا الله فى أعظم القرب منه فى الجنة بالنظر إلى وجهه الكريم فهكذا لا يمكن أن ترغب شخص فى شيء غيبى إلا إذا كان يعرف له مثل فترغيب الإسلام بالحور العين والطعام والشراب فى الجنة دليلا على أنه من تنزيل الخالق العليم بطبيعة البشر والعليم كيف يرغب فى شيء إذا أراد أن يرغبهم . و كذلك فإن ترغيب الإسلام بالجنة بهذه الصورة مناسب لأمره بالإمتناع عن الأكل الحرام والجماع الحرام فى الدنيا , لأن الإنسان يجتمع فى صدره رغبة فى هذا المحرم فى الدنيا بحكم شهوته ورهبة من عقاب الله بحكم إيمانه . فالمسلم الذى آمن بالغيب وصدق المرسلين يسهل عليه استحضار ما رغبه الله به فى الجنة من أضعاف تلك المتعة فيكون ذلك معينا له على ترك هذا المحرم .
أما النصرانية مثلا , التى رغبت بجنة لا نعرف كيفيتها ولا نعرف مثلا لها, فهى فاشلة فى تحقيق الرغبة بالجنة وهى ليست من عند الخالق العليم . و كذلك  تعاملت النصرانية مع الشهوات على أنها عدو يتعبد لله باحتقارها ومعاداتها ,و ذلك لأن من حرفوها  لم يفهموا الحكمة والمنفعة من تلك الشهوات ولم يفهموا أنها رغبة خلقها الله فى عباده رحمة بهم  ليدفعهم لتحقيق مصالح لهم فى الدنيا (بتحصيل القدر الحلال منها) وفى الآخرة (بالامتناع عن القدر الحرام منها) .

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate