التوازن البيئي الكيميائي العجيب

 حلزون بحري حجمه أصغر من حبة الذرة, اسمه ألديريا موديستا ويعيش في المياه العذبة والمالحة والمستنقعات, ويدافع عن نفسه بإنتاج مادة الألدرين. ولا يبدو أن هناك أي شيء مميز في هذا الحلزون حتى يشكل مادة بحثية جذابة للعلماء ولذلك تجد أن عدد الدراسات التي تناولته لا تكاد تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

لكن أحد العلماء كان يدرس فكرة التوازن البيئي الدقيق من خلال المواد الكيميائية وكيف يمكن لمادة كيميائية واحدة ينتجها كائن هامشي مثل هذا الحلزون, أن يمتد تأثيرها إلى الكائنات الحية في بيئته. فقام باستخلاص الألدرين بكميات مناسبة لمحاكاة الموت الموسمي الطبيعي لهذا الحلزون في منطقة ما وبجانبها منطقة أخرى يتواجد بها الحلزون أثناء نشاطه المعتاد.

فكانت النتيجة المبهرة أن التركيب البيئي للمنطقة انقلب رأسا على عقب, حيث هاجر من المنطقة المختبرة بالألدرين جميع القشريات والديدان والرخويات ما عدا النيماتودا ونوع من الحلزونات تضاعف إنتاجه ست مرات لغياب جميع المفترسين, وبهجرة الكائنات قلت نسبة الأكسجين في التربة وارتفعت نسبة الكبريت.

أي أن المجتمع كله تمت إعادة هيكلته بل والتربة أيضا بسبب كائن صغير لا يأبه به أحد, فأي دقة وتعقيد وتشابك يكمن في هذا النظام العجيب!!

ثم يأتيك بعد ذلك من يقول بكل سطحية أن هذا النظام البيئي والبيولوجي كله نتج عن مليارات السنين من الخبط العشوائي ومحو الأقل تكيفا.


المصدر

تعليقات