المربع المركب

 المربع المركب


تعقيبا على منشوري السابق المربع المكعب الذي بينت فيه أنه ليس كل حدوث يدل على افتقار الذات لغيرها ولا كل اختصاص يدل على افتقار الذات لغيرها فكذلك نبين في هذا المنشور أنه ليس كل تركيب يدل على افتقار الذات لغيرها
وإنما الافتقار السببي فقط هو الضابط الصحيح دائما وأبدا لإثبات افتقار الذات لغيرها

فلو فرضنا أن هناك مربع أزلي مركب من أربعة أضلاع وهي مرتبطة أزلا
فهل يصح أن يقال إن فرضنا هذا باطل لأن المربع المركب من أجزاء لا يكون أزليا؟

الجواب لا لأن التركيب لا يلزم منه الحدوث بالضرورة

ولو قال قائل إن القسمة العقلية الحاصرة وفقا لقانون عدم التناقض تقتضي أن كل جزء (أحد الأضلاع) من أجزاء هذا المربع الأزلي إما أن يكون هو الكل (المربع) وإما أن يكون غيره. وكلاهما تناقض...
لأنه لو كان أحد الأضلاع هو المربع صار الجزء هو الكل.
ولو كان غيره صار الكل مفتقرا في وجوده إلى غيره والمفتقر إلى غيره لا يكون قائم بنفسه أزليا.

والجواب عن هذا أن أحد الأضلاع ليس هو المربع وليس غيره.
ولا سلطة هنا لمبدأ عدم التناقض (وعلى الدقة هنا مبدأ الثالث المرفوع وليس عدم التناقض) لأن كلا الخيارين لا ينطبقا في حال الضلع مع المربع تماما مثلما تقول هل الجدار أعمى أم بصير؟ فبالرغم من أن العمى نقيض الإبصار إلا أن الجدار ليس قابلا لهما جميعا.

فالضلع الواحد (الجزء) ليس هو المربع (الكل) لأن المربع هو مجموع الأضلاع.
كما أن الضلع ليس شيئا مغايرا عن المربع لأننا افترضنا اقتران أزلي بين الأضلاع فالضلع لم يكون منفرد أبدا ولم يكن شيئا مستقلا عن المربع فلا يصح أن يقال إنه غير المربع

فلا وجود للمربع بدون أضلاعه ولا انفكاك بين هذه الأضلاع عن المربع فهي مجتمع أزلا بلا بداية فيكون بذلك المربع مركبا وأزليا في نفس الوقت.

وبذلك نكون قد أشرنا إلى الخلل في دليل التركيب الكلامي بمثال المربع المركب والخلل في دليل التخصيص الكلامي بمثال المربع المكعب والخلل في دليل الحدوث الكلامي بمثال الإلكترون




تعليقات