محور البرهان الأنطولوجي هو أنه ينقل إمكان وجود الله المتصف بالكمال المطلق إلى وجوب وجوده. أي أنه إذا كان ممكن الوجود في العقل فهو واجب الوجود في الواقع. و ذلك لأنه لو لم يكن موجودا في الواقع لكان عدما و بما أن أي موجود يكون أكمل من أي معدوم فيكون أكمل شيء حينها هو أنقص شيء و هذا تناقض إذن الله واجب الوجود .
لكن هذا كله مستند على أن الله ممكن الوجود لأننا يمكننا تصور وجود المتصف بالغنى المطلق. و لأنه كذلك لا يوجد دليل على استحالة وجوده.
لكن هذه المسلمات ليست منطلقة من أساس قوي.
فمثلا لو فرضنا أن أفضل سيارة في العالم تم إنتاجها هي السيارة (س) ثم تصورنا مواصفات أكمل و أفضل من السيارة (س) و لتكن النموذج (ص)
فالسيارة (ص) أفضل من أفضل سيارة في العالم و هي ممكنة الوجود. لكنها لو كانت خيالا و غير موجودة في الواقع فستصبح أي سيارة واقعية أفضل من السيارة الأفضل على الإطلاق و التي هي السيارة (ص) و بالتالي ستصبح أي سيارة أفضل من أفضل سيارة و هذا تناقض فلذلك يجب أن تكون السيارة (ص) موجودة في الواقع لرفع التناقض.
و لذلك أظن أن هذا التناقض مفتعل نتيجة تغيير معيار الأفضلية خلال خطوات الاستدلال من المعيار العقلي الذي يقارن درجات الأشياء في الاتصاف بالكمال و الذي بدأ بالحكم بالكمال المطلق لله، ثم انتقل إلى معادلة صفرية تحكم بالاتصاف أو عدم الاتصاف بالكمال بناء على شرط الوجود فقط مما يستلزم وجوبا الحكم بالوجود الواقعي لكل من حكمنا له مسبقا بالكمال.
هذا يظل رأيى الشخصي في الدليل الانطولوجي و قد أكون مخطئا.
و أري أن عبد الواحد أخذ الدليل الأنطولوجي خطوة للأمام - و إن كان هو لم يذكر أنه يقدم فكرة قريبة من الدليل الأنطولوجي - في هذا الموضوع
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30627-%C5%E4%DF%C7%D1-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%E1%E5-%ED%DE%E6%CF-%C7%E1%EC-%C5%E4%DF%C7%D1-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%DA%DE%E1
حين بدأ بمعارفنا القبلية و استدل بها على أزلية العلم و وجوب وجوده و ليس بإمكان وجود الصفات الكاملة كما يبدأ الدليل الأنطولوجي ثم استدل بذلك على وجود عليم أزلي لأن الصفة لا تقوم بنفسها و إنما تحتاج إلى ذات تقوم بها. فلا يمكن تصور صفة بدون موصوف. فالبرهان بدأ بقدرتنا على التصور و التفكير و انتهى بإثبات وجود واجب الوجود واقعيا و هذا هو نفس الإطار الذي يدور فيه الدليل الأنطولوجي
و مع ذلك فاستدلال عبد الواحد أيضا يمكن أن يورد عليه بعض الإيرادات استدلاله بالعلم الأزلي على العليم الأزلي لأن الصفة لا تقوم إلا بموصوف هو الذي قد يرد عليه بعض الإشكالات مثل أن العلم الأزلي ليس صفة و إنما هو معنى فمعنى وجود الشر مثلا أزلي هو الآخر و هو ليس قائم بذات الله و ليس صفة لذات يلزم وجودها في خارج الذهن و ما إلى ذلك من الإشكالات و الله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق