ما هي مرجعية الأخلاق في الفكر المادي؟

فى المادية لا يمكن أن تكون مرجعية الأخلاق موضوعية لأن قوانين الطبيعة فقط هي الشيء الموضوعي المستقل في وجودها عنا و التي نكتشفها و لا نخترعها.

وكذلك  لا يمكن أن تكون مرجعية الأخلاق  ذاتية لأننا نحن مرجع الأشياء الذاتية و المتحكمين بها فلا يمكن أن تكون هي مرجعنا فهي مثل قوانين المرور التي يمكننا تغييرها و تعديلها متى و كيفما شئنا. أو مثل الأصنام لا تصلح أن تكون آلهة لأنها من صنعنا.

و لا يمكن أن تكون معنى مجرد صحيح منطقيا علينا اتباعه، لأنه وفقا للمنطق الدارويني الذي يفترض أنه الحاكم للكائنات الحية بما فيهم الإنسان، يكون التصرف العقلاني هو الذي يحقق أعلى مكاسب لصاحبه و هذه النفعية البراجماتية تقلب الأخلاق رأسا على عقب و تجعل كل التصرفات الأخلاقية ساذجة و غير صالحة للبقاء و يكون التصرف الأناني المخادع هو التصرف العقلاني (حتى إنه ليسمى "عقلانيا" في النماذج الرياضية لنظرية اللعبة )
أما في الفكر الديني  فمرجعية الأخلاق موضوعية و هي صحيحة منطقيا لأن الفرق بين الكمال و النقص و الخير و الشر صحيح دائما و الكمال المطلق متحقق أزلا و أبدا بوجود الله.
ثم من الصواب عقلا  و منطقا اتباع الخير و الأخلاق لأن هناك جزاء أبدى مطلق يتناسب مع طبيعة الأخلاق المطلقة سوف يتحقق يوم القيامة و توضع الموازين بالقسط. فبدون الإيمان بالله و يوم الدين لن يكون من الصحيح منطقيا أن تكون على خلق و لا أن ترحم اليتيم و تطعم المسكين.

قال تعالي( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)

تعليقات