الرد على الكفتجي

 خير اللهم اجعله خير 

امبارح وأنا قاعد في صفحتى في أمان الله 

لقيت شخص ما لامم الالترس بتوعه وداخل على منشور عندي (1)  وبيقول لي  أنت مش متخصص في المجال اللى أنت ناشر فيه ورقتك العلمية في مجلة تصنيفها Q1 (فئة أولى) تابعة لمجموعة نيتشر. آه والله زمبقولك كده 😀.

وقال ايه هو اللى متخصص واستنى معايا شوية كده أيها القارئ الكريم, لحد آخر المنشور عشان تشوف " المتخصص" ده لما انتقد الورقة في منشور على صفحته قال عنها ايه😀.

الزميل ده معبى وزعلان مني ليه؟ عشان وضحت في منشور من اسبوعين (2) انه بيهري ومبيعرفش يقرأ أبحاث علمية أو مدلس على أقل تقدير.

فيعنى الشيطان وزه أنه يدخل يرد لي الضربة ضربتين, بس احنا اتعلمنا من صغرنا منسمعش كلام الشيطان, لكن هو الظاهر مكنش معانا ساعتها, فسمع كلام الشيطان.

المهم هو قال لي انت تخصصك ايه؟

ولما يكون تعليقك على ورقة علمية (3) منشورة في مجلة محكمة (مراجعة أقران) وعليها 5 استشهادات خلال ثلاث سنوات (وإن كان الموضوع مش بالكيلو يعنى), إنك تقول لصاحبها, انت دارس الكلام ده فين؟

فمعلش اسمح لى انت راجل كفتجي ومبتفهمش حاجة.....ليه بقى؟

لأن أنت قدامك مادة علمية تقدر تنتقدها مباشرة "لو كنت تقدر يعنى" فليه تسأل عن مؤهلات صاحبها؟ 

عاوز تتوقع ايه؟

ما النتيجة قدامك فعلا... مش محتاج تتوقع حاجة عن المنتج النهائي من خلال مؤهلات الدارس, لأن المنتج موجود فعلا.

يعنى لو أنا دارس في هارفارد مثلا تبقى الورقة صح, ولو دارس في كفر الشيخ تبقى الورقة غلط؟

هل ده كلام حد شم ريحة العلم!

مفيش مجلة علمية في الدنيا بتسألك أنت درست الكلام ده فين, عشان تقرر ورقتك "البحثية" صح ولا غلط. مفيش محرر أو مراجع بيقول لك ابعتلي صور لشهاداتك وكارنيه الجامعة لو سمحت قبل ما أبص في ورقتك. دي كده تبقى مجلة مدام عفاف في الدور الرابع مش مجلة علمية. 

المهم أنت كاتب ايه ودليلك ايه, بس كده نقطة ومن أول السطر. ومفيش غير كده.

آينشتين في عز مجده اترفض له أوراق علمية 

وفريمان دايسون عبقري الرياضيات والفيزياء, عاش ومات وهو لم يحصل على الدكتوراة. ولما كان طالب في الكلية تعرف على فاينمان و بعد عدة أشهر استطاع أن يترجم أفكار فاينمان إلى نسق رياضى لينتج أهم وأدق نظرية علمية عرفتها البشرية حتى الآن وهي نظرية QED أو الديناميكا الكهربية الكمية. (يعنى قبل ما يتم تعليمه الجامعي). وفي أمثلة كتير جدا في تاريخ و"حاضر " العلوم بتثبت ده.

والجامعات مليانة بحاملى شهادات دكتوراة لا يفقهون شيئا, وأبحاثهم مجرد حبر على ورقة بيعملوها كإجراء روتيني للحصول على ترقيات بدون أي إنتاج علمي حقيقي. فالإنجاز الحقيقي في الإضافة المعرفية مش في تجميع الشهادات والمناصب, ولو الإضافة المعرفية ديه كانت نتيجة تعلم ذاتي مش مسار اكاديمي تقليدي, فأكيد ده إنجاز أكبر وأعظم.

عشان كده اللى عمله الزميل كان حيدة عن النقاش العلمي الجاد, وشخصنة.

ولما مرضتش أجاوبه, مكنش خوف مني ولا سر بالعكس ده شرف وفخر بس أنا مبحبش أزيط بس مش أكتر.

الناس كلها عارفه ان دراستي الأكاديمية هي الصيدلة, وده شيء معلن قلته في كتبي ومنشوراتي ومفيش أي حاجة هنا ممكن تعتبرها "شاهد قبل الحذف, أو كشف حقيقة المدعي أحمد إبراهيم" لكن أنا من سنين طويلة بتعلم في مجال الديناميكا البيئية- التطورية ونظرية اللعبة والديناميكا التكيفية. أحيانا بيكون معايا منتور, لكن أغلب الأوقات بيكون تعلم ذاتي لوحدي.

ولما نشرت ورقة pre-print (4) في 2015 قرأها الدكتور جيمس سميث (أستاذ في جامعة كامبريدج وجامعة ليدز) وعجبته جدا وبعت لى عشان نشتغل مع بعض (آه والله هو اللى اكتشف الورقة لوحده وبعت لي ايميل بيمدحها, عشان راجل بيفهم مش زي العالم الكفتجية ديه)  وشاركنا في مؤتمر بورقة فعلا (5) وبعدين المشروع توقف بسبب ظروف الدكتور جيمس الصحية.

ولما كنت براسل رواد المجال زي (مارتن نوفاك أو كيفن فوسترأو أشلي غريفين) كانوا بيردوا علي أسئلتي بكل اهتمام, وبينا حوارات مطولة نشرت بعضها "رغم أني ماشي ضد التيار والكلام مش على هواهم لكن مقدرين القيمة العلمية في الطرح).

ونفس الورقة اللى بنتكلم عليها دلوقت ديه كنت عرضت فكرتها في البداية على دكتور في جامعة أمريكية, وعجبته وتحمس أنه يشغل عليها معايا لكن اختلفنا فيما بعد على أمور تقنية وكملت الشغل لوحدي وكتبت له شكر وتقدير في الورقة.

طيب دلوقت بعد ما عرفنا الحجم الحقيقي لعقلية صديقنا الكفتجي  نحب نعرف برضو ايه هو الرد "العلمي" اللى كان مزنوق فيه قوى كده وراح كتبه في منشور على صفحته (6) واللى أنا مصور منه الجزء اللى بيناقش الورقة مباشرة بعد شوية هري ملهمش أي تلاتين لازمة.



نبتدى من أول اعتراض لأن بداية القصيدة كفر فعلا 

الزميل بيقول: (لو بنية النموذج متحيزة أصلاً فالطبيعي أن الأليات حتى لو سليمة هتكون نتيجتها متحيزة ولكن تبدو للغير فاهم صحيحة! كأنك وضعت طريق ممهد لإتجاه معين، ثم وضعت قواعد اللعبة، وبعد تشغيلها كانت أغلب السيارات تسير في الطريق الممهد 🙂 من ورقة الأخ هنلاحظ أن التحيّز البنيوي موجود عمدًا (تصميم “الأناني المشروط” بحيث يكسب بسهولة)

طيب ايه المشكلة في كلامه ده؟

المشكلة إنه اعتراض واحد كفتجي, مبيعرفش يقرأ أكواد وفاكر إن كود المحاكاة ده صندوق مغلق أو بطيخة محدش عارف جواها ايه, فممكن أعمل أي تحيزات زي ما أنا عاوز وبعدين أقول لك اتفضل أهو الأنانية المشروطة كسبت اهيه. يا سلام! 

لا يا بتاع جامعة جوتة خد كود البايثون او النيت لوجو  وروح لأي حد يقرأ لك الكود ده وانت تعرف إن مفيش أي تحيزات تخلي الأنانية المشروطة تكسب, ومش هتلاقيني  واقف جوا الكود وبغمز  بنص عيني كده 😉 كل ما سيرة الانانية المشروطة تيجي قدامي.

الأنانية المشروطة بتتغذى زي الأنانية التقليدية بالظبط, وبتقسم تكاليف الهجرة زي المتعاونين بالظبط , والجميع بيتحرك وبيتكاثر زي بعضه بالظبط. معندناش هنا يا فندم لا واسطة ولا محسوبية. 

ولو خليت نطاق تقسيم تكاليف الهجرة قليل جدا او معدومة, ساعتها استراتيجية التعاون هي اللى هتكسب الأنانية المشروطة والتقليدية, لأن ده بيحول الأنانية المشروط لتقليدية في حقيقة الأمر.

وحتى من غير متعرف تشغل او تقرأ الكود, انت ممكن تشغل فيديو المحكاة اللى أنا ناشره وتمسك ورقة وقلم وتقعد تحسب قيمة الطاقة لكل فرد في المحاكاة وتشوف هل هي متوافقة فعلا مع التوصيف اللى أنا قايله في المنشور بالأرقام ولا لأ.

لكن نقول ايه بس, عالم معاقة ذهنيا عاملة فيها علماء وبيكلمونا عن العلم والدراسة الأكاديمية ليل نهار. 

طيب ايه الاعتراض التاني؟

الزميل بيقول (أصل عيب جداً تعمل نموذج خاص بالأنانية والتعاون و مفيش آليات لتثبيت التعاون زي:الذاكرة (تّذكر مين غش أو طمع)، أو العقوبة أو الطرد، أو التفضيل القرابي kin selection. يعني هو مصمم نموذج رياضي مخالف تماماً لما تكون عليه الطبيعة نفسها لأن في الطبيعة الحيوانات بتتعلم من تجربتها ولما بتلاقي التعاون مثمر وموفر للطاقة وضامن لتوافر الغذاء بتكرره لأنه ترسخ في ذاكرتها أو عزز تفضيلها للأقارب أو حدوث عقاب لفرد من الجماعة ثبت في ذاكرته أن ممارسة نفس الفعل مرة تانية يعرضه لعقاب!)

طيب والله عيب جدا فعلا, بس مش اللى انت قلته ده, لكن انك تكون مبتعرفش تقرأ أوراق علمية وقاعد تنظر علينا هنا في الفيسبوك.

يعنى ممكن تكون مش متخصص عادي بس بتفهم اللى بتقرأه فليك رأي مثلا, لكن تبقى مش متخصص ولا بتفهم ومع ذلك بتنتقد وعامل فيها عالم فده كتير وعيب فعلا.

الورقة بتاعتي (اللى انت المفروض بتنتقدها دلوقت) فيها نموذجين مش نموذج واحد يا كوتش.

النموذج الأول بيتعامل مع انتخاب المجموعة والانتخاب متعدد المستويات والبنية المكانية , والنموذج التاني بيتعامل مع انتخاب الأقارب وآلية العقاب والايثار المتبادل. والنموذج التاني ده نفذ العقاب على ثلاث مستويات (حرمان من حصة الغذاء, دفع غرامة, وأخيرا بالقتل المباشر للأناني) ومع ذلك الأنانية المشروطة تغلبت على كل دول في النموذج الأول والتاني.

فهما احتمالين ملهمش ثالث:

1- انك مقرأتش الورقة اللى بتنتقدها أصلا.

2-  انك قرأتها ومفهمتش حاجة منها. 

اختار أي واحد منهم مش هتفرق.

وملحوظة عابرة برضو يا كفتجي, إن العقاب مش متوقف على recognition بس في الحيوانات ذات الوعي المتقدم زي ما انت فاكر. العقاب شغال على جميع المستويات من أول الفيروسات والبكتيريا عادي جدا وده كله معمول حسابه في النموذج بتاعي اللى انت متعرفش عنه حاجة.

الاعتراض الأخير 

الزميل بيقول (أخيراً، التعاون مش عقبة غير محلولة أمام نظرية التطور. بالعكس، عندنا إطارات تفسيرية قوية زي: الانتخاب القرابي (Kin selection) – ويُعرف بمعادلة هاميلتون (1964).الانتخاب الجماعي (Group selection / Multilevel selection). الانتخاب المتبادل (Reciprocal altruism) عند ترِفرس (1971). البنية المكانية والشبكات الاجتماعية اللي بتخلي التعاون مستقر.)

طبعا أي حد درس أو حتى قرأ بحث واحد في الديناميكا التطورية هيعرف على طول إن اخينا ده بصمجي, لأن الاعتراف بمعضلة التعاون بيتحط في أي بحث له علاقة بالموضوع كدباجة أولية ومقدمة معتادة, وهنا دايما بحب أستحضر كلام أحد أعلام المجال اللورد روبرت ماي (7) وهو بيأكد أن التعاون مشكلة غير محلولة وأن ده كان ومازال أصعب سؤال في الأحياء التطورية.

وأما بقية ما ذكره من آليات لتعزيز التعاون, فأظن خلاص الموضوع واضح يعنى , لما أكتب ورقة أقدم فيها استراتيجية اسمها الأنانية المشروطة  بتخترق كل الآليات المذكورة في تعليق صاحبنا اللى فوق ده, فيقوم صاحبنا ينتقدني بأن كلامي غلط عشان الآليات اللى بتعزز التعاون ديه نفسها بترد عليا, يبقى ده ايه؟ 

يبقى كفتجي ...مفيش رد تاني

بيرد عليا باللى أنا عامل الورقة أصلا عشان أرد عليه. فده جاي متأخر جدا.

بس كده

تعليقات