طرف مسلم يحاور طرف ملحد
فذهب المسلم يثبت للملحد أنه لا يلزم أن يكون هناك أي علاقة بين الخالق والمخلوق حتى يخلقه!!
فتعجب الملحد وسأل وكيف ذلك؟ لو كان الخالق الذي تدعونه ليس سببا في خلق الكون فلنبحث إذن عن سبب آخر أوجد هذا الكون
فقال له المسلم أن الخالق هو سبب وجود الكون لكن ليس كل سببية علاقة! ويمكن أن توجد النتيجة بدون أن يربطها بسببها أي علاقة!
وهنا طبعا ضحك الملاحدة والمسلمون والحطابون في الغابات والغواصون في المحيطات والمتسلقون في الجبال والخوارزميون في الفيسبوك .
لأن السببية لو لم تكن علاقة افتقار بين الأشياء فلن تكون أي شيء آخر على الإطلاق
وهذا المسلم أشعري المذهب ويعتبر السببية عادة وليست ضرورة وهذا انكار للسببية في حقيقة الأمر لكنه لم يكتف بذلك وذهب إلى أبعد من هذا فقال أن السببية لو كانت علاقة, لأفضى ذلك إلى تسلسل ممتنع.
وقد استخدم في ذلك سفسطة يونانية عتيقة هي مفارقة زينون الإيلي ومن قبله أستاذه بارمنيدس، لأنه يعتبرها الضربة القاصمة التي لا تصد ولا ترد.
فقال للملحد أنك لو قلت أن (أ) سبب في (ب) فأنت بذلك عندك سبب ونتيجة وعلاقة سببية إذن عندك ثلاثة أشياء!
فبحث الملحد عن أشيائه فلم يجد أمامه سوى شيئين فقط سبب ونتيجة, لكن الطرف المسلم أصر على أن هناك ثلاثة أشياء لأنه يعتقد أن العلاقة عرض والعرض شيء له تحقق خارجي واقعي وليس مجرد معنى ذهني كما يفهم جميع العقلاء.
وظل المسلم يسأل الملحد لمدة ساعة كاملة نفس السؤال بدون كلل أو ملل, هل هناك علاقة بين العلاقة والنتيجة أم لا؟ و هل بين علاقة اللزوم والملزوم علاقة أم لا؟
وهو ينصب هذا الفخ للملحد حتى يصل به إلى الإقرار بأن هناك علاقة بين العلاقة والنتيجة وعلاقة بين علاقة العلاقة والنتيجة وهكذا إلى ما لا نهاية مما يترتب عليه تسلسل ممتنع وتناقض, وبالتالي ...أوعي وشك كده شوية يا عم الحاج... وبالتالي فالسببية ليست علاقة أصلا!!! ولا يوجد شيء يربط بين السبب والنتيجة!!! لكن في نفس الوقت ما رجح النتيجة كان هو السبب!!! يعنى ممكن تعتبرها كده جدعنة مش علاقة ولا حاجة لا سمح الله.
وهذا مثل أن أذهب لملحد فأقول له سأثبت لك أن أكلك لهذه التفاحة مستحيل! ثم سيكون هذا نفسه هو دليلي على وجود الله
فيتعجب ويسأل .. كيف ذلك؟
فأقول له لو رفعت التفاحة إلى فمك فيجب أن تحرك يدك إلى نصف المسافة أولا ولن تصل إلى نصف المسافة إلا إذا وصلت إلى ربعها ولن تصل إلى ربعها حتى تصل إلى ثمنها وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية وهذا تسلسل محال فأكلك للتفاحة مستحيل عقلا حتى لو أوهمتك الحواس بأنك قد أكلت التفاحة بالفعل فهذا كله مجرد وهم وخداع. لأن هذا الأمر محال وفقا لأحكام المنطق القطعية. والقطعي مقدم على الظني. وبما أنك إنسان تحتاج إلى الطعام والشراب حتى تعيش وفي نفس الوقت أنت لا تحصله أبدا مثلما لا تحصل التفاحة, إذن فلابد أن الله هو من أطعمك وسقاك بدون أي سبب.
فهذه ليست دعوة إلى الله وإنما دجل وسفسطة
وعندما نقول مثلا أن زواج الأب والأم هو السبب في وجود الابن فيأتي أحدهم ويسألنا وهل هناك علاقة بين علاقة الزواج والابن؟ وهل بين علاقة علاقة علاقة الزواج علاقة بالابن؟
فهذا ليس سؤال وإنما هراء لا معنى له ولن يكون له أي معنى إلا إذا سلمنا أولا بالميتافيزيقا اليونانية المتعفنة التي كانت تفترض أن هناك مثل ومجردات واقعية, ووفقا لذلك يكون هناك شيء خفي موجود في الخارج اسمه علاقة وليس هو مجرد مفهوم اعتباري ذهني كما يتصور كل عاقل, ثم يتبع هذه الكارثة الأولى، كارثة ثانية وهي أن هذا الشيء الوهمي الذي أفرزته السفسطة لن يقوم بوظيفته السببية كحلقة في سلسلة العلاقات إلا إذا تحققت العلاقات السببية التي قبله مما يفضى إلى التسلسل وفقا لزينون الذي وضع قيودا ذهنية عقيمة على واقع يتبع نظاما سببيا مختلف تماما عما كان يتصوره هو ومن معه.
فها هنا لدينا مغالطتان وليست مغالطة واحدة
البلوت تويست في الموضوع بأه إن الملحد أسلم 😀 , يعنى حاجة كده شبه أحلام العصاري
وهذا من لطف الله به وليس لحسن ما سمعه من حجج
تعليقات
إرسال تعليق