الدحيح في حلقته الأخيرة (الفطر الساحر) تناول عدة أشياء كنت قد عرضها مسبقا في سلسلة "معضلة داروين الأخيرة" مثل:
1- العلاقة التعاونية بين جذور النباتات والفطريات والمواد المتبادلة بينهم والشبكة التى يشكلها الفطر وتسمى woood wide web والتعاون بين أشجار ونباتات الغابة وتشارك المواد الغذائية وتنبيه بعضهم البعض على وجود هجوم من الحشرات والآفات (راجع الحلقة الأولى من السلسلة)
2- العفن الغروي الذي اكتشف خلال ساعات أفضل شبكة طرق يصل من خلالها لغذائه, وكانت هذه الشبكة مطابقة تماما لشبكة السكة الحديد في مدينة طوكيوالتي صممها المهندسين والخبراء على مدارسنوات طويلة. وإن كان هناك خطأ في حلقة الدحيح, لأن العفن الغروي ليس فطرا أصلا وإنما هو من الطلائعيات (راجع الحلقة السادسة من السلسلة)
3- الفطر الذي يحول النمل إلى زومبي وكيف أنه يختار ارتفاع 25سم بالظبط ثم يجبر النملة على عض الورقة عند هذا الارتفاع لأنه الأنسب لانتشار الأبواغ وليس لأنه الارتفاع الأنسب من حيث الحرارة والرطوبة كما قال الدحيح, وإنما ينتقى الفطر الارتفاع المناسب كما ينتقى أيضا درجة الحراة المناسبة له وهي 20-30 درجة مئوية, وكذلك ينتقى الرطوبة المناسبة وهي 95% ,كما أن الدحيح أرجع تحكم الفطر في النملة إلى المواد الكيميائية المهلوسة وهذا غير صحيح, وإنما يتعاون الفطر ويشكل جهاز عصبيا وعضليا بديلا يحرك النملة من خلاله مثل الدمية بدون أن يؤثرعلى دماغها الذي يكون مقطوع الصلة عن جسمها تماما, فهذه كلها من أخطاء معد الحلقة (راجع الحلقة الثالثة من السلسلة)
صراحة لا أعلم هل معد الحلقة شاهد السلسلة واستفاد من بعض الأشياء في جمع المادة العلمية!؟. أم أنه مجرد توارد خواطر ومن يبحث في الفطريات فربما تجذبه نفس الاكتشافات!؟
لكن ليس هذا هو المهم
المهم أن الحلقة كلها تدور في إطار التطور البيولوجي ثم كانت الخاتمة بفرضيات تطور الأديان ونشأتها بسبب اكتشاف الإنسان للمخدرات والمواد المهلوسة مثل ( LSD ) التي منحته تجربة "روحية ودينية" ومثل هذه السخافات يدندن حولها كثيرا سام هاريس في كتبه.
في حين أن سلسلة "معضلة داروين الأخيرة" قدمت دليلا مبطلا لنظرية التطور بعد أن استعرضت نفس هذه المشاهدات البيولوجية! فكيف تحولت المعضلات المفندة لنظرية التطور إلى أدلة داعمة لها بهذه السهولة؟!
ومسمعش واحد من دراويش اللاواقعية يقول لى أن هذا راجع لقابلية الأدلة التجريبية للتأويلات المتعددة أو لكون المشاهدات عموما لا يمكنها حسم الجدل بين التفسيرات المختلفة.
لأن المشكلة لا تتعلق بمدى موضوعية الدليل بقدر ما تتعلق بتعاطينا معه واستعدادنا لاتباعه.
فالله عز وجل أخبرنا أنه يهدى بالقرآن المؤمن ويضل به الكافر:
قال تعالى (وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنًا ۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ).
وقال تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).
أخيرا أقول إلى من لا يصدق أن العلم يمكن أن يتم اختطافه وتجريده من دلالته الواضحة وإلباسه ثوب زور وإلصاقه بالمادية والطبيعانية - خصوصا في ظل غياب من يتقن تلك العلوم التجريبية من المسلمين- فدونك هذا المثال الحي.
تعليقات
إرسال تعليق