عن قول الله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ

 واحد علماني حداثي عامل نفسه فهمان 

بيقول لك إن مؤلف القرآن نقل آية (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) من إنجيل متى (وتوافق القرآن والإنجيل مفهوش مشكلة) واللى لسوء الحظ حصل فيه تصحيف أثناء نسخه من إنجيل مرقس فبدل ما ينقل المثل اليوناني اللى بيقول حتى يلج الحبل الغليظ في سم الخياط. غلط ونقلها الجمل لأن في تشابه بين الكلمتين. وبعدين جه ابن عباس ولأنه كان على اطلاع بالجدل الكنسي ده حاول ينقذ الموقف فاخترع كلمة جديدة كده وحشرها في العربية وهي "الجُمّلُ" وقال إنها إحدى القراءات للآية لكن الجمهور مأخدش بكلامه واعتبرها قراءة شاذة.

وأصل القصة التي يدندن حولها هذا العلماني وأمثاله ليست مثلا يونانيا وإنما كلمة يونانية بمعنى حبل Kamilos هي المشكوك في تشابهها مع Kamelos بمعنى جمل وأول من قال بهذا هو كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية في القرن الخامس وزعمه هذا ليس مدعوما بأي نسخ قديمة من الإنجيل وإنما ظهرت كلمة Kamilos في نسخ متأخرة تعود للقرن العاشر والخامس عشر وغالبا كان سبب ظهورها التأثر بقول كيرلس.

 بل يرى بعض الباحثون أن الكلمة اليونانية المزعوم Kamilos والتي تعنى الحبل الغليظ ليست صحيحة أصلا ولا وجود لها في أي وثائق أو مخطوطات يونانية قديمة وهذا ينسف الشبهة من بابها.

فلعلها احدى هرطقات القديس كيرلس ليخفف من استحالة المثل المضروب في الإنجيل حول دخول الأغنياء للملكوت في حين أن الثراء ليس ذنبا في حد ذاته يوجب العذاب.

أما المثل القرآني فهو عن دخول الكفار الجنة وهو مستحيل شرعا فلا اشكال في ضرب المثل بدخول الجمل من سم الخياط تعبيرا عن الاستحالة وبدلا من الشك في ابن عباس واتهامه باختراع قراءة ملفقة للقرآن وكلمة في العربية بدون مستند  (وقد فسر ابن عباس أيضا قول الله (جمالت صفر) على أنها أحبال السفن) كان الأولى الشك في كيرلس خصوصا أن هذا هو اختيار العديد من الباحثين الحياديين بالفعل. لكن العلماني الحداثي بيتلكك حتى يروج للقول بتاريخية القرآن واعتباره منتج بشري ثقافي وليس وحيا منزلا

لكن هيهات لهؤلاء أن يشككوا في القرآن بمثل هذه الحماقة والسفه.

The Camel and Needle: Did Scholars Mistranslate Jesus's Famous Saying? - YouTube


Kiwi Hellenist: The camel, the rope, and the needle's eye



تعليقات