لماذا خلق الله هذا الكون الشاسع إذا كان الغرض منه هو اختبار الإنسان على هذا الكوكب الصغير؟

 يلح الملحد في سؤال: لماذا خلق الله هذا الكون الشاسع إذا كان الغرض منه هو اختبار الإنسان على هذا الكوكب الصغير؟

الجواب :

 لكي تسمع قوله تعالي (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)  

ثم تعلم أن عرضDiameter الكون المنظور فقط Observable universe (و ليس الكون كله ) هو 93 بليون سنة ضوئية و أنه و إن كان اليوم بعيدا عن متناول الإنسان فغدا سيكون مسكن الصالحين و ملكهم.

 ومثل هذه الأسئلة يسألها الملحد من باب الاستشكال لا من باب البحث عن جواب فإذا ما سمع الجواب خفت شغفه في المسألة وزهد في التفكر في اتساع الكون بعدما كان يشغله ثم يكمل حياته "لا اكتراثي"   غير مهتم بأدلة وجود الله اليقينية حتى يأتيه الموت وهو على ذلك فيلقيه الله في جهنم و لا يبالي.

ونفس هذا الملحد إذا بحثت في أمره لوجدت أن الصدمة الحضارية كانت سبب إلحاده وأنه حين انبهر بها سأل كيف يعطي الله كل هذا للكفار الذين لا يعبدونه فإذا جاءه الجواب النبوي بأن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة استشكل عليه ذلك وظن أنها مبالغة غير واقعية لما في قلبه من تعظيم وانبهار بمنجزات الحضارة الغربية.

فإذا ما كشفت له العلوم عن عظيم خلق الله وحقارة الأرض وقلة نصيبنا من الدنيا لم يرجع ولم يستحضر الرؤية الدينية للدنيا وما فيها وإنما يستحضر العبثية العدمية وأننا نعيش على ذرة غبار في هذا الكون ولا أحد يعبأ بنا.

فهم يتقلب بين وجودية مغالية في قيمة الإنجاز البشري وبين عدمية عبثية لا تثبت قيمة لأي شيء وكلا الإجابتين خطأ.

#إعادة_نشر بمناسبة منشور فيصل القاسم ويوسف البناي