الخميس، 10 أغسطس 2023

لأول مرة نتحكم في الفراغ الكمومي وتقلباته العشوائية

 







فريق علمي من جامعة MIT نشر ورقة في مجلة ساينس عن تجربة أجراها بواسطة هذا الجهاز بالصورة المرفقة - وسعره 100 ألف دولار فقط :) - حيث استطاع التحكم في نتائج التقلبات العشوائية للفراغ الكمومي وحصل على نتائج محددة ثابتة وغير عشوائية عندما سلطوا عليه أشعة ليزر ضعيفة.


وهذا يعني انهيار واحد من أكبر أصنام الملاحدة, إنه الفراغ الكمومي يا سادة. هذا الذي جعلوه خالقا للكون بل للأكوان اللانهائية بأزمنتها وفضاءاتها ومادتها وجعلوه أزلي وجعلوه مخترقا للسببية وجعلوا تقلباته العشوائية غير محكومة بقانون وغير ناتجة عن سبب ولا يمكن زوالها.


وقد ذكرت في كتابي "السببية وميكانيكا الكم" أن السببية تحكم كل الظواهر الفيزيائية الكمومية بما في ذلك الفراغ الكمومي وغيره وأن كل ما هو محكوم بالسببية فهو مخلوق مفتقر حادث بعد أن لم يكن وأن النماذج السببية الكمومية هي الاتجاه الواعد حاليا في الفيزياء وأنها قابلة للاختبار التجريبي عن طريق عامل التدخل الذي يمكن من خلاله اختبار أي نظام يبدو لنا للوهلة الأولى أنه عشوائي.


وهذا بالضبط ما حدث في تجربة فريق MIT فقد زالت الاحتمالات العشوائية لتقلبات الفراغ الكمومي وظهرت النتائج المحددة تحت تأثير التدخل السببي مما يجعل الفراغ الكمومي نظام محكوم بالسببية كغيره من النظم الطبيعية.


وهذا اقتباس من كتابي "السببية وميكانيكا الكم" ذكرت فيه نماذج السببية الكمومية ومفهوم التدخل السببي:


(منذ عام 1995 وحتى الآن تم نشر أوراق كثيرة (27-49) عن نماذج سببية تفسر عجائب ميكانيكا الكم، بل أصبح هذا الاتجاه هو المشروع المرشح بقوة للدمج بين النسبية العامة وميكانيكا الكم، كما أنه الوحيد الذي استطاع تقديم خوارزميات للكشف عن العلاقات السببية داخل العالم الكمي. وهذه النماذج تختلف فيما بينها في بعض التفاصيل، لكنها جميعًا تتعامل مع السببية باعتبارها قيود محددة مفروضة على المتغيرات داخل التجربة، وعلى فضاء الاحتمالات الكمومية، وهذا تعريف صحيح متسق مع مفهوم الافتقار السببي الذي نعتمده في فهم السببية. والذي يجعل هذه النماذج السببية قابلة للاختبار التجريبي هو عامل التدخل Intervention الذي يترتب عليه تغير في النتائج مما يؤكد على وجود مؤثر عام أو سبب مشترك يحكم الأمر برُمَّته common cause.)


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate