السببية والفيزياء الكلاسيكية

مش عارف اجيبهالكم ازى بس ال bad guy طلعت هي الفيزياء الكلاسيكية الحتمية مش فيزياء الكم ولا العشوائية.

ربما مازال هناك بعض الاشكالات بين السببية وفيزياء الكم لكن العمل جاري علي حلها, لكن واضح أن الفيزياء الكلاسيكية لم تحظي بمثل هذه الفرصة لتسوية خلافاتها مع السببية.

يمكن القول أن الفيزياء الكلاسيكية و الفلاسفة الذين تأثروا بها في عصر النهضة والتنوير كان عندهم مشاكل كبيرة مع السببية, وذلك لأن قوانين نيوتن لا تميز بين الماضي والمستقبل فيمكنها العمل بنفس الكفاءة سواء تدفق الزمن من الماضي إلى المستقبل أو تدفق من المستقبل إلي الماضي وهذا يجعل الزمن والسببية أشياء غير أساسية في الطبيعة. 

وإذا أضفنا إلي ذلك أن تلك الفيزياء الكلاسيكية كانت حتمية أي أنها تحدد أحداث الماضي والمستقبل بدقة وبنمط ثابت مع تسويتها للسير في كلا الاتجاهين فسوف يؤدى ذلك حتما إلي تناقضات سببية.

هذان السببان ذكرهم أستاذ الفيزياء دي أريانو في ورقته (إعادة تأسيس السببية ) باعتبارهما سبب المشكلة بين الفيزياء الكلاسيكية والسببية.

https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rsta.2017.0313

لكننا جميعا نلاحظ أن الزمن يسير في اتجاه واحد فإن لم نجد في قوانين الميكانيكا الكلاسيكية ما يفسر لنا ذلك فلابد أن التفسير موجود في مكان آخر.

وهنا جاء بولتزمان بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي يفسر ثبات اتجاه الزمن بالزيادة المستمرة للانتروبي أو الزيادة المستمرة للتوزيع العشوائي لجزيئات المادة داخل النظام المغلق.

أي أن رصدنا الدائم لوقوع النتيجة بعد السبب ليس إلا لتدفق الزمن من الماضي إلي المستقبل ورصدنا لهذا التدفق ليس إلا انعكاسا لهذه الخاصية الذاتية لتوزيع المادة.

لكن هذا أيضا لم يحل الاشكال وإنما فقط أخره خطوة للخلف, لأننا لم نجد بعد القانون الفيزيائى الذي يجعل الانتروبي تتزايد دائما في الكون ولا تنقص. 

ثم تغيرت الأمور بظهور فيزياء الكم وأنواع الdynamics الغير حتمية (كما شرحتها في مقال السببية والحتمية والعشوائية) فالذي فعلته فيزياء الكم هو أن جعلت مسار أو سهم السببية هو الأساس الثابت الذي نتج عن اتجاهه سهم الانتروبي وسهم الزمن أيضا.

فالسببية بذلك هي الأصل و الانتروبي والزمن هما الفرع

والسببية كذلك هي المسلمة والأساس الذي لا يمكن تجاوزه في فيزياء الكم, كما جاء في عدة أوراق حديثة منها هذه.

https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0146641020300594?via%3Dihub

The common statement saying that the fundamental laws of physics do not differentiate an arrow of time is not correct. At the microscopic level, reactions run in one direction but not the other. In a causal world, there is no philosophic puzzle about the arrow of time. The laws of quantum physics give a causal direction. That direction governs the most elementary processes, such as scattering and decays. Those elementary processes when taken in large numbers govern the direction of the increase of entropy. The arrow of causality determines the arrow of thermodynamics and the arrow of time.

 العبارة الشائعة القائلة بأن القوانين الأساسية للفيزياء لا تميز اتجاها للزمن ليست صحيحة.  على المستوى المجهري الذري ، تعمل التفاعلات في اتجاه واحد دون الآخر.  في عالم سببي لا يوجد لغز فلسفي حول سهم الزمن.  تعطي قوانين فيزياء الكم اتجاهًا سببيًا.  يتحكم هذا الاتجاه في العمليات الأساسية ، مثل التشتت والانحلال.  تتحكم هذه العمليات الأولية عند أخذها بأعداد كبيرة في اتجاه زيادة الانتروبيا.  وبذلك يحدد سهم السببية سهم الديناميكا الحرارية وسهم الوقت.