كتاب Darwin Devolves

مايكل بيهى فى كتابه الأخير  Darwin Devolves
طور حجة جديدة يمكن التحقق منها تجريبيا وهى محور الكتاب وسماها القاعدة الأولى للتطور التكيفي
The first rule of adaptive evolution
والمقصود بهذا المبدأ أن الصراع بين الطفرات النافعة البناءة و الطفرات النافعة الهدامة سيكون دائما فى صالح الطفرات النافعة الهدامة، وبالتالى لن ينتج الانتخاب الطبيعي أى تقدم وظيفي أو تعقيد غير قابل للاختزال لأنه لن يكمل أبدا المسار الطويل اللازم لذلك من تراكم الطفرات النافعة البناءة إذا كان دائما بوسعه إيجاد حلول سريعة وسهلة من الطفرات النافعة الهدامة.
لاحظ أننا نتحدث عن طفرات نافعة لكن هذا النفع قد يتحقق بسبب تدمير وظيفة ما مثل تدمير جين إنتاج الصبغات البنية فى الدب القطبى و كذلك الجين الذى يمنع تراكم الدهون أو تدمير جينات فى البكتيريا تمكنها من مقاومة المضادات الحيوية أو ما شابه.
ففى بعض الظروف يكون التخلى عن صفة تملكها هو الأصلح لك و هذا هو المقصود بالطفرة النافعة الهدامة.
أما الطفرات النافعة البناءة التى تبنى وظيفة معقدة مركبة من عدة مراحل - ويفترض الدراونة أن كل مرحلة كان لها فائدة مختلفة عن الفائدة النهائية - ففرصة تراكمها واستمرارها فى مسار محدد غير ممكنة لأنها ستواجه فى كل مرحلة طفرات هدامة أكثر نافعا منها وأسهل فى التحقق تجعلها تذهب فى مسار آخر.

هنا كنت شرحت فكرة المسار هذه 

إذن النافع البناء مهدد دائما بالنافع الهدام مما يجعل الوصول لوظائف معقدة غير قابلة للاختزال غير ممكن وهذا عام فى جميع الوظائف الحيوية ويمكن تطبيقه على كل وظيفة جزئية أو خطوة وسيطة مزعومة من الدراونة لتفسير الوظائف الغير قابلة للاختزال.

وهذه الفكرة شبيهة جدا بفكرة مأساة الموارد المشتركة و الصراع بين الأنانى والمتعاون الذى يكون فى صالح الأنانى مما يهدم المجتمع ككل.

فلو استبدلت الطفرات النافعة الهدامة بالأنانى، والطفرات النافعة البناءة بالمتعاون، والتعقيد الغير قابل للإختزال ببقاء المجتمع ستجد أنك أمام نفس الحجة وهذا أمر أسعدنى جدا.

وقد شرح بيهى حجته هذه معنا فى لقاء ورينا نفسك


وهذه أيضا محاضرة له فيها شرح لحجته بالتفصيل

تعليقات