لا توجد آلية إضافية تحل مشكلة التعاون بشكل نهائي

يقول مؤلف كتاب أسس  نظرية اللعبة التطورية  وتطبيقاتها
Fundamentals of Evolutionary Game Theory and its Applications
أن النظرية جذبت رياضيين و فيزيائيين و بيولوجيين و مختلف التخصصات و أن هناك ورقة بخصوصها  تنشر كل يوم أو كل ساعة أو حتي كل دقيقة . و في نهاية المطاف فإن الأمر يتعلق بسؤال واحد و هو : ما هي الآليات الإضافية التي يمكن أن تدعم التعاون إلي أقصي درجة ممكنة داخل نموذج مثل معضلة السجين . و أن هذا السؤال هو الذي يستدعي أسرار و غموض نظرية التطور البيولوجية.

Although the fundamental theory seems transparent and unsurprising, the inter-disciplinary field around the study of evolutionary games has been persistent, with a new paper appearing every day, or even every hour or minute. What has aroused this enthusiasm to study the field in mathematicians, biologists, physicists,information scientists, and even common foot soldiers such as the author? At the end of the day, it comes down to a single question: What additional mechanisms will promote the ultimate cooperation among agents if a pair of agents is randomly selected from an unlimited group (i.e., an infinite and well-mixed selection) and forced into a specified game (such as PD)? In the natural world, cooperative behavior is found not only in human societies, but also among social insects such as ants and bees. This question invokes the mysteries of biological evolution

بصرف النظر عن كون هذا العدد الذي ذكره المؤلف صحيح أم مبالغ فيه (مثل صديقنا الذي كان يحكم في نصف مليون مجلة علمية :) ) لكن هناك كم هائل فعلا من الأبحاث في هذا المجال و هي كلها تنقب عن الآليات الإضافية المحتملة التي يمكنها أن تعدل مسار الانتخاب الطبيعي و لو بشكل جزئي و في ظروف خاصة لكن الحقيقة أن مشكلة التعاون لا يمكن أن تحل بشكل نهائي  داخل الإطار المادي . فالأمر في الحقيقة أشبه بشخص أراد أن يصمم سيارة بدون عجلة قيادة فهي لا تتجه نحو اليمين و لا اليسار و لا الخلف و إنما فقط يدفعها المحرك إلي الأمام و عندما لاحظ أن هذا التصميم  لا يصلح أبدا للقيام بالغرض الذي تستخدم من أجله السيارات بدأ يضع مخططات للطرق تجبر السيارة علي الاتجاه إلي الاتجاهات المختلفة . نعم هذه المسارات الإجبارية يمكن أن توجد في الطبيعة كأن تسير بين جبلين أو ما شابه لكن لا أحد ينوي أن يشتري سيارة و معها سلسلة جبال ليسير بينها !! وبدلا من هذه الفروض و المعالجات الهائلة التي لم و لن تفلح في وضع حلول نهائية واقعية  للمشكلة كان يفترض به أن يعترف أن هذا التصميم لا يمكن أن يؤدي الغرض الذي تصنع من أجله السيارات . فالانتخاب الطبيعي هو المحرك الذي يدفع للأمام دائما و هذا الدفع أحادي الاتجاه لا يمكن أن يحقق التوازن المطلوب و لا يمكن أن يوصلك إلي غرضك بل يوشك أن يصدمك في أول حائل يظهر أمامك  ليدمرك و لذلك فنتيجته الحتمية ليست السير للأمام فقط و لكن التدمير الذاتي أيضا  . و بدلا من محاولة البحث عن آليات اضافية توجه هذا الانتخاب المندفع بلا وعي , كان ينبغي الاعتراف بأن الحياة لا يمكن أن تخلق و تسير نحو غرضها بهذه الطريقة و إنما يجب أن تكون هناك عجلة قيادة و يجب ان يكون هناك تدبير لأمر هذه الحياة في كل لحظة .

تعليقات