كورونا أربك كل شيء حتى المجلات العلمية الكبرى

إذ تجد أوراقا متزامنة تحلل البيانات المتاحة لتخرج بنتائج متضادة.
فمن أهم و أشهر أدوية الضغط المرتفع و أمراض القلب هى مجموعة مثبطات الانزيم المحول للأنجيوتنسين ACE-i و مجموعة مثبطات مستقبلات الانجيوتنسين الثانىARBs
وكلهما يهدف إلى تعطيل عمل إنزيم الانجيوتنسين الثانى المسؤول عن رفع ضغط الدم.
و يترتب على ذلك زيادة فى انزيم آخر هو ACE2 و الذى يلتصق بالأنجيوتنسين الأول و الثانى و من ثم يحولهم إلى بروتين آخر يعيد تجديد خلايا القلب و الرئة و غيرها من الأنسجة.
لكن ACE2 هو أحد البروتين التى يرتبط بها فيروس كورونا الجديد لكي يتمكن من التشبث بالخلية عبر مستقبلات ACE2 و من ثم حقن مادته الوراثية داخل الخلية.

و لذلك نشرت ورقة فى مجلة lancet الشهيرة تقول أن أدوية ARBs و ACE-i سوف تزيد احتمالية إصابة المرضي من ثلاث إلى خمس مرات لأنها  تتسبب فى زيادة ACE2.

و نشرت ورقة فى مجلة أخرى تقول العكس تماما و أن زيادة ACE2 سوف تعوض كمية الإنزيم التى احتلها الفيروس و بالتالى نستطيع التخلص من الأنجيوتنسين الثانى الزائد الذى يتراكم فى الرئة و يسبب المضاعفات الخطيرة.

و بالتالى فالورقة لا تستنتج فقط أن ARBs و ACE-i غير مضرة فى حالة انتشار الكورونا بل هى تعتبرها أحد العلاجات المقترحة و الفعالة حتى فى حالة تحور الفيروس بطفرة جديدة.

و كلا الورقتين لا يوجد بهم أدلة تجريبية و لا نماذج رياضية و إنما فقط تحليل نظري مجرد و إن كانت الورقة الثانية أكثر صلابة لأنها عرضت بعض الأدلة التجريبية فى الحيوانات التى تدعم ما ذهبت إليه.

و لأن تغيير أو التوقف عن أخذ هذه الأدوية خطير جدا، أصدرت جمعية القلب الأمريكية و غيرها من المؤسسات الصحية بيان يحث مرضى الضغط و القلب على الإلتزام بأدويتهم و عدم تغييرها لعدم وجود أى دليل علمى حتى الآن يؤكد ما ذهبت إليه ورقة lancet

صحيح أن تضارب الأوراق و اختلاف الدراسات ليس بالشيء الجديد لكن العين لا تخطئ تبديد كورونا للكثير من الغرور البشري حول علومه و اقتصاده و قوته و حضارته.
و شيء آخر مهم جدا ينبغى الإشارة إليه هو أن نشر المعلومات بدون تثبت أو تدقيق فى وقت الأزمات و الإرتباكات قد يحدث أضرارا بالغة.

https://blogs.sciencemag.org/pipeline/archives/2020/03/17/angiotensin-and-the-coronavirus

https://newsroom.heart.org/news/patients-taking-ace-i-and-arbs-who-contract-covid-19-should-continue-treatment-unless-otherwise-advised-by-their-physician

تعليقات