بعد الهلع الشرائي للمواد الغذائية و المعقمات و مناديل الحمام الآن انتقلنا لما هو أخطر ألا وهو هلع الأدوية.
البلاكونيل (هيدروكسي كلوروكوين ) دواء قديم (1946) يستخدم كمضاد للملاريا و الروماتويد و مؤخرا أعلنت شركته المصنعة (سانوفى أفنتس) عن احتمالية فعاليته فى علاج كورونا الجديد بناء على تجارب أولية للدكتور الفرنسي ديدييه راؤول شملت تحسن بعض المرضى -حوالى 9 أفراد - فى مجموعة صغيرة 12 فرد أخذوا العلاج و 12 آخرين لم يأخذوه و هذا طبعا عدد قليل جدا لاعتماده كدليل علمى على فاعلية الدواء. كما أجري آخرون تجربة على 30 شخص باستخدام البلاكونيل و أزيثرومايسين معا و وجدوا تحسنا أيضا و التحسن هنا يقصد به تقليل حدة و مدة ظهور الأعراض و مع ذلك حتى الآن لم تنشر عن فعاليته فى علاج كورونا الجديد أى تجارب سريرية فى مجلات محكمة (بير ريفيود).
ثم بالأمس فى مؤتمر البيت الأبيض بخصوص كورونا أعلن ستيف هان مفوض FDA عن تجويز استخدام البلاكونيل و الريمديسفير remdesivir لعلاج الكورونا على سبيل الاستخدام الرحيم Compassionate use أى استخدامه فى الحالات الميؤوس منها التى لن تخسر شيء إذا غامرت و ذلك إلى أن توافق عليه FDA رسميا بعد التأكد من فعاليته و سلامته
فشرائك للبلاكونيل أو غيره من الأدوية المقترحة لعلاج كورونا و تخزينها بدون أن تثبت فعالية تلك الأدوية هو درب من العبث و هلع غير مبرر.
و على الجانب الآخر فإن من يستهين بالأمر برمته أو يظنها مؤامرة و لا يأخد بوسائل الوقاية المتاحة فقد يتسبب فى قتل آلاف الناس و هو لا يشعر لأن الفيروس يستخدم استراتيجية ذكية جدا أشبه ما تكون باستراتيجية الإبتزاز التى تكلمت عنها سابقا
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=997193890466715&id=100005283395289
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=994641337388637&id=100005283395289
فهو لا يتعامل دائما بأنانية فيفتك بالجميع و إنما يتعامل مع أكثر المصابين بشكل تعاونى حيث أنه يمكث معهم أسبوعين بدون أعراض ثم لا يصيبهم بأعراض خطيرة وفى المقابل هم يتعاونون معه فى نشره على أوسع نطاق بدون أن يشعروا إلى أن تنهار النظم الصحية لا قدر الله و يخسر الجميع.
فالصواب هو القسط.. لا تهويل و لا تهوين
لا نهلع فنشترى ما لا نحتاج إليه فنتسبب بذلك فى زيادة مرض المرضي و فقر الفقراء و لا نستهين و نزهد فى أسباب الوقاية المتاحة فنكون جنودا للوباء من حيث لا ندرى.
قال تعالى( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا)
تعليقات
إرسال تعليق