توضيح بشأن معضلة مأساة الموارد و أنها ليست داخلة في باب الاحتمالات


دعونا نفترض أن هناك روبوت يقوم ببناء بيت بدون خطة مسبقة و أن خوارزمية البناء تنطلق وفق مجموعة الأعداد الصحيحة
Integers
(z)
بحيث أنه لو خرج للخوازمية نتيجة الخلط العشوائي رقم صحيح موجب فإن الروبوت سيضع قالب طوب في مكان البناء بأي طريقة و إذا خرج له رقم سالب فإنه سيضع قنبلة تتراوح قوتها ما بين هدم  البناء كله أو أحد أركانه.
فهل يمكن أن يوجد هذا البناء أو يستقر؟
قطعا لا بصرف النظر عن احتمال ظهور كل رقم سالب معين. لأن الأمر ليس في إحصاء عدد أو قيمة الاحتمالات و إنما وجود و استقرار البناء نفسه لن يتحقق إلا إذا تم تجنب "جنس" الاحتمالات المدمرة  و هذا مستحيل لأنها احتمالات لانهائية مثل مجموعة الأعداد السالبة داخل الأعداد الصحيحة.
فإذا كان البناء قائم فعلا و نحن سكانه فلابد أن هناك علم و حكمة و إرادة استبعدت هذا القدر المدمر لاستقرار البناء.

و لو فرضنا وجود قنابل أثرها ضعيف لا قيمة له في استقرار البناء  فلن يتغير من الأمر شيء لأن حذف أي عدد من مجموعة أعداد لانهائية لن يحولها إلي مجموعة نهائية.

و لذلك لا يتعامل الدراونة مع هذه المعضلة - القائمة منذ عصر داروين حتي يومنا هذا بلا حل - بإرجاعها للصدفة و الاحتمالات و إنما يقترحون وجود آليات إضافية تقف في وجه الأنانيين المدمرين للمجتمعات لكن هيهات لأن الآليات الإضافية نفسها معرضة للتدمير نفسه من الأنانيين
فلا يوجد أي حل مادي ممكن للمعضلة.
و إذا انتفت إمكانية وجود أي حل مادي يفسر وجود و استقرار ظاهرة الحياة فوجود الخالق العليم الحكيم يصبح ضرورة تفسيرية.

*قالب الطوب يرمز إلي الفرد المتعاون داخل مجتمع
و القنبلة ترمز إلي الفرد الأناني

تعليقات