الأناني و تلاعبه بنسبة الأرباح

في المنشور الذي تناولت فيه كتاب دوكينز الجينة الأنانية قلت أن جميع الآليات الإضافية التي  تحاول إنقاذ التعاون هي نفسها معرضة للإختراق من الأنانيون بما في ذلك استراتيجيات معاقبة الأناني مثل استراتيجية واحدة بواحدة  و أن الغش سبله لا تنتهي فالغشاش لن يتلاعب فقد في الاستراتيجية و لكن يمكنه التلاعب أيضا في الأرباح:

"و كل محاولات التسكين و التحايل على هذه النتيجة يمكن التحايل المضاد عليها و العودة إلى نفس النتيجة و التي يلزم منها دمار تام و شامل لكل صور الحياة.

فمثلا استراتيجية واحدة بواحدة تقاوم الأنانية لأنها تعتمد التكرار و بالتالي يكون لكل فرد القدرة على تقييم خصمه و معرفة هل يمكن الوثوق فيه أم لا و كذلك تتيح عقابه. لكن هل هذا حل نهائي؟

قطعا لا لأن الأناني يمكنه التحايل فيغش و خصمه يظن أنه متعاون أو  يغش في أخذ نصيب كبير من الموارد العامة فلا يتمكن المتعاون من منعه فسبل الغش و الخداع لا تنتهي ."

و وقفت بالأمس علي ورقة تختبر هذه الفكرة و تمدد الصراع في نظرية اللعبة من صراع الإستراتيجيات فقط الي صراع استراتيجيات و تقسيم أرباح مما يسمح بالتلاعب في نسبة التكاليف و الأرباح المقسمة علي أفراد المجتمع و كانت النتيجة المخيبة للآمال (علي حد تعبير الورقة) أن الأنانية اكتسحت المجتمع و غلبت استراتيجية واحدة بواحدة و استراتيجية السخاء (التي اقترحها نفس المؤلفان من قبل للتغلب علي استراتيجية الابتزاز التي قدمها بريس و دايسون) و قادت المجتمع كله للانهيار 

https://www.pnas.org/content/111/49/17558.long 

 

تعليقات