الخميس، 25 أكتوبر 2018

توضيح بخصوص التعقيد الغير قابل للإختزال

التعقيد الغير قابل للاختزال يتحدث عن وظيفة لا وجود لها إذا فقدت أحد مكوناتها ولذلك فالحديث عن عين تبصر ربع ابصار أو نصف ابصار هو مراوغة لأنه لو كان هناك تحقق جزئي للوظيفة فأنت لا تتحدث عن مثال لتعقيد غير قابل للاختزال.
أما التكيف المسبق الذي رد به الدراونة على الحجة فهو مراوغة أخرى لأن المشكلة الحقيقية ليست في تصور أي فائدة ممكنة لبعض الأجزاء في حين أنها لا تخدم الوظيفة الغير قابلة للاختزال التي نسعى لتفسير وجودها وإنما المشكلة في عدم وجود أي سبب يجعل الانتخاب يسير بهذه الوظائف الجزئية الوسيطة في اتجاه الوظيفة الكلية في ظل عدم وجود خطة مسبقة.
بمعنى أنه لو كان هناك مسابقة وسيفوز بها من كانت إجاباته على الأسئلة تكون هذا الرقم 32564
وأحضرنا أحدهم وسألناه
1- كم عدد أبناءك فقال 3
2-كم سيارة تمتلك فقال 2
3- كم عدد اخوتك فقال 5
4-كم عدد الوظائف التي عملت بها فقال 6
5-كم مرة انتقلت مت أسرتك إلى سكن آخر فقال 4.
ليكون مجمل إجاباته بذلك قد توافق مع الرقم السري المطلوب للفوز بالجائزة.  فهذا لا يحل اللغز وسيبقى السؤال هو لماذا توافق مجمل الإجابات مع الإجابة التي تحقق الفوز رغم أننا نعلم سبب إجابة كل سؤال.
فهناك سبب خاص جعله يضع رقم معين كل مرة في مكان معين وهذا السبب لم يكن بغرض الوصول لهذا الترتيب النهائي الذي يحقق له الفوز لأنه لا يعرف الرقم الإجمالي مسبقا. لكن هذا لا يخرج الأمر عن كونه صدفة لأنه لم يكن هناك أي سبب يشكل هذه الإجابات على هذا النحو ويجمعها بهذا الترتيب. فهناك دائما إجابات أخرى كان يمكنها هي أيضا أن تكون إجابات صحيحة على الأسئلة وهناك دائما ترتيبات أخرى يمكنها أن تعيد ترتيب الأسئلة بطرق مغايرة. ولذلك فاصطفاف الأجزاء في اتجاه معين على مدى وقت طويل من بين كل الاتجاهات الممكنة الأخرى والكفاءات الجزئية الأخرى الممكنة لم يتم تفسيره بالتكيف المسبق وإنما حقيقة قولهم هنا هو الاعتماد على الصدفة وليس الانتخاب الطبيعي والصدفة لا تصلح أن تكون نظرية علمية.
وبالتالي فأن تحقيق الصلاحية الجزئية لن يبرر الوصول إلى الصلاحية الكلية الغير قابلة للاختزال لأن الصلاحيات الجزئية فضاء كبير يمكنك أن تظل تتجول داخله إلى ما لا نهاية فما الذي سيجعل كل عنصر من عناصر العضو النهائي يقف عند الصلاحية الجزئية التي تخدم غرض الوصول للصلاحية الكلية ولا ينتقل إلى صلاحية جزئية أخرى لا تخدم هذا الغرض؟
تماما مثل هذا الفأر (وهو يمثل الانتخاب الطبيعي) الذي يلاحق قطع الجبن ( التي تمثل الصلاحيات الجزئية) و لأنه لا يوجد أي سبب يدفعه في المضي قدما نحو البيتزا (التي تمثل الوظيفة المعقدة تعقيد غير قابل للاختزال) فلا يمكن القول بأن الفأر يمتلك أي حاسة أو خاصية توجهه نحو البيتزا وإن وصل لها في يوم من الأيام فسيكون ذلك بمحض الصدفة ويمكنه أن يظل يدور في تلك المسارات المغلقة إلى الأبد يحصد ويتتبع قطع الجبن بدون أن يصل إلى البيتزا. فوجود قطع جبن في مسار البيتزا لا يوفر أي دعم منطقي يبرر استمرار المسير نحو البيتزا لأن قطع الجبن موجودة في كل مكان.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

Translate