تجربة عكس سهم الزمن

الزملاء الملاحدة أصبحوا مقصرين في واجبهم التنويري و انحرفوا عن جادة الطريق . و لم تعد تسمع طنينهم بالشبهات كما عهدناهم . و لكسر حاجز الصمت سأطرح شبهة بالنيابة عنهم و أرد عليها.
الشهر الماضي نشرت ورقة "بريبرنت" عن تجربة أجراها فريق بحثي بعنوان (عكس سهم الزمن عن طريق استخدام ارتباطات كمومية )
فيفترض أن الانتروبي تسير دائما نحو الزيادة و هذا ما يعرف بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية و هو القانون الوحيد الذي يعبر عن الزمن لأن له اتجاه واحد بخلاف باقي القوانين الفيزيائية التي يمكن أن تسير في الاتجاهين (من الماضي إلي المستقبل و من المستقبل إلي الماضي)
و من عنوان الورقة  يفترض أن التجربة قد فعلت شيئين :
1- جعلت الأحداث تسير في عكس اتجاه الزمن المعهود (من الماضي الي المستقبل)
2-انتهاك القانون الثاني للديناميكا الحرارية
لكن التجربة لم تفعل شيء من هذا أبدا و إنما ما حدث هو جعل الحرارة تتجه من الجسيم البارد إلي الجسيم الساخن عن طريق التحكم في الشروط الأولية في النظام و صنع تشابك كمي بين الجسيمات .
و هذا لا يعد انتهاكا للقانون الثاني للديناميكا الحرارية (كما أشار الفريق البحثي لذلك) لأن القانون لا يتحدث عن الجسيمات المرتبطة و لذلك فالتجربة تعتبر استثناء من القانون .
و الأهم من ذلك أن التجربة ليس فيها عكس  "للزمن" و إنما عكس "لسهم الزمن" الذي هو تعبير يقصد به زيادة الانتروبي . فالذي حدث في التجربة هو انقاص للانتروبي في الجسيمات المرتبطة في حين أن الانتروبي زادت في الجسيمات غير المتشابكة كموميا.
لكن لم يتم عكس تأثير سبب في نتيجته و لا تغغير مسار الزمن و جعله يسير من المستقبل إلي الماضي و لا أي شيء من هذا القبيل .
و حتي لو فرضنا أن هناك تجربة يمكنها أن تنتهك القانون الثاني للديناميكا الحرارية فهذا لا يعد انتهاك لتدفق الزمن لأن العلاقة بين الزمن و الانتروبي ليست سببية و انما توافقية . أي أنه لا يوجد أي سبب فيزيائي يجعل الانتروبي هي المسؤولة عن  تدفق الزمن من الماضي الي المستقبل كما نعرفه كما أكد ذلك البروفيسور ريتشارد مولر من جامعة بيركيلي في نظريته الحديثة عن الزمن و أكد أيضا أن السفر في الماضي و المستقبل مستحيل و فسر الحاضر بشكل فريد وفقا للنسبية العامة علي انه يخلق من تمدد الفضاء و بالتالي فالمستقبل ليس موجودا بعد و الماضي لا يمكن العودة إليه . و هي نظرية لها تنبؤات قابلة للاختبار بخلاف فكرة أن تدفق الزمن  ما هو الا انعاكس للانتروبي فهي لا تقدم أي تنبؤات يمكن التحقق منها .

المصادر
https://arxiv.org/abs/1711.03323

http://www.newsweek.com/quantum-physics-reverse-arrow-time-correlation-729948

https://thesciencepage.com/the-physics-of-time-why-time-travel-may-be-impossible/

تعليقات