إيماننا ليس إيمان وراثة

الأفكار التي تزرع فينا و نحن في الصغر لا تبقى أفكارا و إنما تتحول إلى أصدقاء و رفقاء درب و لذلك ينشأ ارتباط خاص و ألفة مع هذه الأفكار. و إذا كانت هذه الأفكار سائدة في المجتمع فإنها تصبح هوية ثقافية و رابط مجتمعي أيضا . لكن هذا لا يجعلها حقائق غير قابلة للنقد و الفحص و لا يجعل الإنسان عاجزا عن التخلص من هذه الأفكار أو تطويرها في المقابل  إذا كانت صحيحة.
فإذا سألت الشخص لماذا تعتقد بالأمر الفلاني؟ . فكانت حجته أن هذا ما ألفينا عليه آباءنا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) فهذا سفيه. أما إذا كانت حجته هي كتب و مناظرات تنامت و تنوعت خلال 1400 عام لتكون مكتبة إسلامية شامخة انصهرت بها المعارف المختلفة. فيمكنك أن تناقش حججه أو تعرض عنه لكن من السفه و الحمق أن تتهمه بأن إيمانه بالدين إيمان أعمى  عن وراثة.

تعليقات