طفراوي...

في احدي الأيام المشمسة دخل مجموعة من العلماء مختبرهم و نزعوا دي أن إيه لإحدى الخلايا الحية و ظلوا يخلطوا قواعده النتروجينية و يحذفوا و يضيفوا  ثم اعادوه للخلية مرة أخري فإذا بكائن رهيب قد تكون أطلقوا عليه اسم طفراوي و كان هذا هو آخر شيء أطلقوه عليه لأن طفراوي انتشر سريعا خارج المختبر و أصاب أجساد الكثير من  الكائنات الحية بما في ذلك الإنسان و دمر الحياة بأكملها و في ذلك الوقت كان ريتشارد دوكينز في رحلة استكشاف فضائية يبحث عن اصولنا بين النجوم و عندما عاد وجد الحياة قد انتهت بالكلية فتساءل متعجبا كيف دعم الانتخاب الطبيعي طفراوي بهذا الشكل المأساوي؟!! لكن سرعان ما تذكر أن الانتخاب لا يهتم بالنتيجة و ليس لديه خطة عمل يسير وفقها و إنما كل ما في الأمر أنه يدعم الكائن الأكثر كفاءة و قد استحق طفراوي هذا الدعم عن جدارة . لكن السؤال الذي ضج مضجعه بالفعل كان هو :لماذا تأخر ظهور طفراوي كل هذا الوقت منذ أن استلمت الطفرات دفة تشكيل الحياة و لماذا لم يظهر بشكل طبيعي رغم أن كل ما فعله العلماء   هو مجرد محاكاة لما تفعله الطفرات في الطبيعة كل يوم ؟
في الحقيقة هذا يعد دليلا علي وجود من يحكم و يوجه و يدبر ظهور الكائنات الحية و أن الأمر لم يكن خبط عشوائي و إلا لقضي طفراوي و أخواته علي كل شيء منذ زمن بعيد .
هذه هي  معضلة مأساة الموارد المشتركة و ظهور هذا الكائن الذي يدمر كل شيء أو يدمر بعض المجتمعات التي نريد تدميرها هو اتجاه طبي حديث في علاج الامراض المستعصية و إن كان حتي الآن لم ينتبه العاملون فيه إلى  تداعياته علي نظرية التطور و أنه سيكشف أكثر و أكثر عن هذه المعضلة الكبري. بل إن نجاح الهندسة الوراثية في إنتاج كائنات معدلة وراثيا تستطيع احداث خلل موسع في النظام البيئي يعد دليلا تجريبيا  علي ضرورة وجود مدبر و أن الأمر لم تحكمه العشوائية و لا أى قوي طبيعية عمياء.  و قد استشهدت في حواري مع كيفن فوستر بأبحاث تسير في هذا الاتجاه لتصمم سرطان داخل السرطان باستخدام نظرية اللعبة أو بمعني آخر لتصنع مأساة الموارد داخل المستعمرات السرطانية حتي تقضي عليها و لم يستطيع فوستر أن يجد حل لهذه المعضلة داخل الإطار الدارويني و لن يستطيع غيره .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=760598490792924&id=100005283395289

تعليقات