الملحد العاطفي و المؤمن العاطفي

كثير من الملاحدة إلحادهم عاطفي و كثير من المؤمنين أيضا إيمانهم عاطفي و الذي أقصده بعاطفي هنا أن الشخص يتبع مذهبا معينا لرغبته المسبقة في ذلك بدون أن يطلب الدليل عليه أو أن يكون كل ما في جعبته عبارة عن أدلة مغلوطة و لذلك يسهل هدمها لكنه لن يترك معتقده حتي لو سقطت أمامه كل أدلته و سيظل يكرر مغالطاته دائما و بدون أن يقف مع نفسه لحظة انصاف واحدة أو أن يحاول البحث عن الأدلة الصحيحة ، فليس هناك دائما أسهل من أن تصم أذنيك و تبقي علي ما أنت عليه .
هذا لا يعني أبدا أن الفريقين سواء , لأنه شتان بين من أحب الدين و تمني أن يكون هو الحق و بين من أحب الإلحاد و تمني أن يكون هو الحق .
و هذا لا يعني أيضا أن الإيمان لا يصح إلا إذا طلبت عليه الدليل أولا لأن حب الخالق و الخوف منه و التدين له هو الفطرة فلو قلنا لا تحب قبل أن تطلب الدليل نكون كمن يقول لمن يحب أمه و أبيه و زوجته و أبنائه لا تحب قبل أن تطلب الدليل .
لكن إذا كنا في زمان يحارب فيه الدين و كنت صادق أيها المؤمن في إيمانك فلتكن حياتك لله حقا و لتدافع عن أعز ما تملك و لتعد لتلك الحرب عدتها, فلا يتصور أبدا أنك تعلم أن هناك عدو سيهاجم أعز ما تملك و أنك عازم علي مواجهته ثم أنت لم تعد أي شيء لتلك المواجهه ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً) و لا يحسن بك كذلك أن تصنع سيفا من ورق ثم تستميت في الجدال عن مدي قوته و حدته إلي أن يحين وقت لقاء العدو المنتظر.
و أنت أيها الملحد العاطفي إذا كنت عازم علي المضي قدما فيما أنت عليه مهما ظهر لك من أدلة علي نقيضه فلن تضر إلا نفسك . و لو بحثت عن الحق لوجدته لكنك لا تريد و لا تحب ذلك و لن ينفعك جهلك بالحق يوم القيامة لأنك أنت الذي أغمضت عينيك عنه كي لا تراه .

تعليقات