الإيمان بالله يتطلب أدوات معرفية وتقص للدلائل لا يستطيعها العامة، فكيف يكونون مكلفين بها؟

قال تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)  (البقرة : 286) فلن يدخل النار إلا من أقيمت عليه الحجة فعقلها و جحدها وليس ذاك مثل الذى بحث ولم يجد الدليل قال تعالى ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك :10) والأدلة على وجود الخالق لا يمكن أن تخفي على الناس بل لا يوقن المرء فى أى شىء إلا وكان أولى به اليقين بوجود الله كما بينت سابقا . لكن  تبقى المشكلة فى الشبهات التى يطرحها أهل الباطل ولا عجب من قوتها كلما تقدم الزمان . قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت) وقال تعالى ( وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) (إبراهيم : 46) فإذا كان عند العوام أدلة يقينية للإيمان وفى نفس الوقت يسمعون من الشبهات ما يجعل الحليم حيران , فهنا يجب على فئة من المسلمين (ممن يملكون الأدوات التى تؤهلهم لذلك) أن يتصدروا لهدم الباطل وبيان الحق وتبسيط هذا للعوام حتى يزول كل إشكال وحتى تكون كلمة الله هى العليا وحتى لا يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا , والله ناصر دينه سبحانه وتعالى لا محالة . لكن من لا يعلمون عن الدين شيء سوى أنه مجموعة  شبهات و ردود , فقد يبدو الدين لهم على أنه أمر جامد معقد  يتطلب أدوات معرفية مخصوصة , وهذه الصورة المختزلة المشوهة للدين هى التى يروج  لها اللادينيون  و يكررونها ليل نهار فإذا تحدثوا عن الدين ذكروا  أشياء لا علاقة لها بجوهر الإسلام , ولا بقضايا الإيمان , بل سيظن من عرف الدين من خلال كلامهم أن أركان الإسلام الخمسة هى غزوة بنى قريظة  و زواج أم المؤمنين عائشة  من النبى صلى الله عليه وسلم فى سن مبكرة و شرب بول البعير و ملك اليمين و رضاع الكبير . فهؤلاء حالهم كحال من ترك الطريق الممهد وسلك الطرق المقطوعة فلا عجب أنه لن يصل أبدا .

تعليقات