الجواب على هذا السؤال يتطلب أن نعلم أولا ما هى الغاية بالنسبة لنا وما هو العبث ؟
فبالنسبة لنا الفعل الذى له غاية و فائدة هو الفعل الذى يحصل به الإنسان نوعا من أنواع الكمال , و فى المقابل العبث هو أن تكون أفعالنا بلا قيمة وبلا تحقيق لأى ارتقاء فى درجات الكمال.
فإذا كان كل كمال يمكن تحصيله فى الدنيا سيؤول فى النهاية إلى الصفر بسبب الموت , فالدنيا إذن لا يمكن أن تستقل بتحقيق أى غاية , وإنما هى بحاجة إلى حياة أخرى خالدة لكى يكون هناك غاية من أى عمل تم فيها , وإلا فبدون تلك الحياة الخالدة فالدنيا بما فيها ستكون محض عبث . بل يمكننا أن نقول أنه لا يصح تسمية هذه الحياة الدنيا بالحياة أصلا لأنها لا تستقل بنفسها بأى غاية و إنما الحياة الحقيقية فقط هى التى فى الجنة كما قال تعالى (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (العنكبوت : 64)
والسائل لمثل هذا السؤال يدرك بالفعل أن الدنيا بدون الآخرة لا تستقل بغاية , لكنه يسأل لماذا لا تكون الآخرة هى الأخرى بلا غاية ؟
و الجواب هو : أن الآخرة أبدية لا نهائية فالكمالات المتحققة فيها لا تؤول إلى العدم لأنها ليس فيها موت , وكذلك الكمالات التى فيها لا تتوقف عند حد فهى دائما فى زيادة وتجدد إلى ما لا نهاية و لذلك لا يمل منها أهلها . فكما جاء فى الأثر (إن في الجنة سوقاً يدخله المؤمنون فتهب عليهم ريح الشمال، فتنثر في وجوههم المسك، فيزدادون حسناً وجمالاً إلى حسنهم وجمالهم، فيعودون إلى أهلهم ونسائهم، فيقلنَ: والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً إلى جمالكم وحسنكم، فيقولون لهم: وأنتم أيضاً، والله لقد أزددتم حسناً وجمالاً إلى حسنكم وجمالكم ) (رواه مسلم) بل إن فيها ما هو أعظم من زيادة الكمال إلى ما لا نهاية , وهو القرب من الكمال المطلق الذى ليس له مثيل وليس له آخر و هو الله عز وجل , وفى ذلك تحصيل لأعلى درجات الكمال البشرى والتى لا تدنوا منها أحلامنا و أمانينا فى الدنيا . ولذلك كان أكبر نعيم أهل الجنة رؤية الله كما فى الحديث (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ) (رواه مسلم) فالحقيقة هى أن الجنة هى المكان الوحيد الذى تتحقق وتتجدد فيه الغايات البشرية بالارتقاء فى مراتب الكمال .
فبالنسبة لنا الفعل الذى له غاية و فائدة هو الفعل الذى يحصل به الإنسان نوعا من أنواع الكمال , و فى المقابل العبث هو أن تكون أفعالنا بلا قيمة وبلا تحقيق لأى ارتقاء فى درجات الكمال.
فإذا كان كل كمال يمكن تحصيله فى الدنيا سيؤول فى النهاية إلى الصفر بسبب الموت , فالدنيا إذن لا يمكن أن تستقل بتحقيق أى غاية , وإنما هى بحاجة إلى حياة أخرى خالدة لكى يكون هناك غاية من أى عمل تم فيها , وإلا فبدون تلك الحياة الخالدة فالدنيا بما فيها ستكون محض عبث . بل يمكننا أن نقول أنه لا يصح تسمية هذه الحياة الدنيا بالحياة أصلا لأنها لا تستقل بنفسها بأى غاية و إنما الحياة الحقيقية فقط هى التى فى الجنة كما قال تعالى (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (العنكبوت : 64)
والسائل لمثل هذا السؤال يدرك بالفعل أن الدنيا بدون الآخرة لا تستقل بغاية , لكنه يسأل لماذا لا تكون الآخرة هى الأخرى بلا غاية ؟
و الجواب هو : أن الآخرة أبدية لا نهائية فالكمالات المتحققة فيها لا تؤول إلى العدم لأنها ليس فيها موت , وكذلك الكمالات التى فيها لا تتوقف عند حد فهى دائما فى زيادة وتجدد إلى ما لا نهاية و لذلك لا يمل منها أهلها . فكما جاء فى الأثر (إن في الجنة سوقاً يدخله المؤمنون فتهب عليهم ريح الشمال، فتنثر في وجوههم المسك، فيزدادون حسناً وجمالاً إلى حسنهم وجمالهم، فيعودون إلى أهلهم ونسائهم، فيقلنَ: والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً إلى جمالكم وحسنكم، فيقولون لهم: وأنتم أيضاً، والله لقد أزددتم حسناً وجمالاً إلى حسنكم وجمالكم ) (رواه مسلم) بل إن فيها ما هو أعظم من زيادة الكمال إلى ما لا نهاية , وهو القرب من الكمال المطلق الذى ليس له مثيل وليس له آخر و هو الله عز وجل , وفى ذلك تحصيل لأعلى درجات الكمال البشرى والتى لا تدنوا منها أحلامنا و أمانينا فى الدنيا . ولذلك كان أكبر نعيم أهل الجنة رؤية الله كما فى الحديث (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ) (رواه مسلم) فالحقيقة هى أن الجنة هى المكان الوحيد الذى تتحقق وتتجدد فيه الغايات البشرية بالارتقاء فى مراتب الكمال .
تعليقات
إرسال تعليق