مؤلهة ‏آينشتين ‏

هذه المبالغة التى تصل إلى حد التأليه لآينشتين و محاولة جعله كائن خرافى فوق البشر وكل ما قاله لن تدرك صحته البشرية إلا بعد مئات السنين هو نوع من أنواع الدجل الذى يمارس باسم العلم.  فآينشتين يخطئ و يصيب فأنى لنا أن نأخذ بكل كلمة تفوه بها  من غير معرفة دليلها ؟!! بل إن آينشتين يخطئ فى الفيزياء التى هى تخصصه العلمى  (كما كان يعارض ميكانيكا الكم ) بل يخطئ فى تنبؤات نظريته نفسها, كما كان يعارض فكرة نسيج الزمكان فى البداية عندما اقترحها مينكوفسكى و التى أصبحت أساس النسبية العامة فيما بعد , و كذلك أضاف الثابت الكونى بعد نقاشه مع جودل ثم حذفه بعدما تبين أن الكون يتمدد ثم تبين الآن أن وجود الثابت الكونى فى المعادلة هو الصواب .  كذلك تجاهل آينشتين عدسات الجاذبية , وأمواج الجاذبية (التى نعيش ضجة اكتشافها هذه الأيام ) رغم أن المعادلات تنبأت بها, وأيضا نفى وجود الثقوب السوداء رغم أن المعادلات تتنبأ بوجودها (و قد تم تأكيد وجودها مع تأكيد وجود موجات الجاذبية ). و كذلك الحق الذى أتى به آينشتين فهو بأسباب معرفية و مبنى على مقدمات عمل عليها قبله علماء آخرون . فآينشتين لم يجلس يشرب القهوة فى أحد الأيام ثم خرج علينا بمعرفة أسرار الكون التى تأكدنا من صحتها بعد مئات السنين , فلو لم يكتشف آينشتين النسبية لاكتشفها غيره لأنها مبنية على مقدمات معرفية تماما كأى كشف علمى وليس هناك ثمة أى قفزات سحرية لا يستطيعها البشر . لا أريد أن أخوض فى حياة آينشتين الشخصية لكى لا يظن البعض أننى أعادى العلم والعلماء وهذا عكس الحقيقة تماما ,  لكن يغضبنى جدا من يتنكرون لنبيهم  صلى الله عليه وسلم الذى هو أطهر الخلق ويلهثون وراء أى شخص آخر أيا كانت درجته العلمية و أيا كان منصبه أو جاهه أو ماله . ولو كان عند هؤلاء انصاف لعلموا أن الإنسان  حقا ظلوما جهولا إلا من تزكى بنور الوحى وهذا يظهر جليا فى حياة كل عظماء التاريخ من غير المؤمنين و المسلمين  . و كذلك فمن العجب أن يهرب هؤلاء من عبودية الخالق الكامل و يعبدون أنفسهم لبشر ناقصين يتبعونهم فى كل شيء بدون تفكير . فى الحقيقة الحرية الحقيقية هى فى التخلص من عبودية غير الله . و أخيرا أريد أن أقول أننى لا أنكر تفاوت القدرات العقلية بين الناس و لكن أنكر أن تعطل عقلك بحجة أن هناك من يمكنه أن يسبق كل أدواتنا المعرفية و أنه يفهم بدون أسباب متوفرة للمعرفة أو أن تعتقد أن هناك أفكار يفهمها بعض الناس وهى محرمة على آخرين لا يستطيعون إليها سبيلا . فاكتشاف الفكرة هو تماما كاكتشاف مكان ما على الأرض فالذى صنعه المكتشف هو أنه دلنا على طريق هذه الأرض  . فكما أنه إذا كان هناك مدينة اكتشف أحدنا طريقها فلم يعد هناك ما يمنع الباقين من الوصول إليها بعد ذلك , فكذلك إذا كان هناك فكرة اكتشفها أحدنا فليس هناك ما يمنع فهمها بعد ذلك. فالعباقرة هم أناس سبقونا فى السير خلال الطرق الموصلة لتلك الأفكار البعيدة, وليس العباقرة هم أناس لا يحتاجون إلى الطرق لكى يصلوا إلى تلك الأفكار ,ولا هم أناس يصلون إلى أفكار لا طرق لها. و أما  القدرات العقلية المتفاوتة بين البشر فهى كالوسائل والمعدات التى تستخدمها فى رحلة اكتشاف الأراضى الجديدة .  فهناك من يملك طائرة للوصول إلى المدينة المنشودة وهناك من يملك سيارة قوية و فارهة وهناك من ينتظر الحافلة وهناك من يسير على قدميه . فليس هناك أرض محرمة عليك يصلها غيرك ولا تصلها أنت أبدا .

تعليقات